ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن الولايات المتحدة تتخلف عن الصين فيما يتعلق باستغلال “المعلومات الاستخباراتية مفتوحة المصدر”، إذ يتم استبدال أعمال التجسس التقليدية بسرعة ببيانات ومعلومات من مصادر متاحة للجمهور.
وقالت الصحيفة إن “الولايات المتحدة تتخلف عن الصين في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية مفتوحة المصدر (أو المتاحة للجمهور)، ما يترك واشنطن وحلفاءها في خطر “إغفال الأزمات العالمية المقبلة أو التهديد العسكري أو التحرك العدواني من قبل بكين”.
وأوضحت الصحيفة أن “هذه العملية تتضمن استبدال أعمال التجسس التقليدية، التي تشمل عملاء في الميدان وجمع المعلومات الاستخبارية من مصادر سرية، بسرعة ببيانات ومعلومات متاحة للجمهور من ما يعرف اختصاراً باسم “أوسينت”؛ أو الاستخبارات مفتوحة المصدر.
وأوردت الصحيفة البريطانية في تقريرها تقديرات خلصت إلى أن “ما يصل إلى 80% مما تستخدمه وكالات استخباراتية، مثل: وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. آي. إيه)، الآن يأتي من “أوسينت”.
وعلى سبيل المثال، قالت الصحيفة إن “التدوينات والمنشورات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتضمنت معلومات حساسة حول تمركز القوات الروسية في أوكرانيا، كان لها أثر أسرع وأقوى من الصور التي نشرتها شركات الأقمار الصناعية لتحركات القوات الروسية”.
وأضافت الصحيفة “تنفق الولايات المتحدة نحو 90 مليار دولار سنويًّا على التجسس. منذ انتخاب الرئيس جو بايدن، تحول تركيز مجتمع الاستخبارات من عقدين من الحروب في الشرق الأوسط وأفغانستان إلى مواجهة طموحات الصين من أجل قوة وهيمنة عالمية أكبر من أي وقت مضى”.
وعلى النقيض من ذلك، قالت الصحيفة إنه “يُعتقد أن الصين لديها بالفعل نحو مائة ألف شخص يعملون في استخبارات مفتوحة المصدر”.
وأضافت أنه “حتى الشركات الخاصة أنشأت وحداتها الخاصة لمراقبة مواقع الويب مثل “تويتر” و”فيسبوك” و”يوتيوب”، في محاولة لكسب ميزة تجارية من كونها أول من يعرف التغيير المتوقع في الوضع الأمني العالمي”.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، يقر صانعو السياسة الأمريكيون بأن دولًا مثل الصين تقود الطريق فيما يتعلق بـ”أوسينت”.
وقال تقرير ممول اتحاديًّا من قبل مؤسسة “ميتر”الأمريكية، وهي مجموعة دفاع واستخبارات غير هادفة للربح “إن استخدام منافسي الولايات المتحدة العالميين لنظام أوسينت يفوق استخدامنا بشكل كامل فيما يتعلق باحتياجات الأمن القومي.”
وأضاف التقرير “يمثل حجم المعلومات التفصيلية القادمة من صراعات مثل تلك الموجودة في أوكرانيا تحديًا كبيرًا، لكنه يمثل أيضًا فرصة للتنبؤ بشكل أفضل بكيفية تطور الأحداث العالمية. مع استمرار واشنطن في مراقبة النزاعات في جميع أنحاء العالم، ستزداد الحاجة إلى إستراتيجية أوسينت والقيمة التي تقدمها بشكل كبير في السنوات المقبلة”.