المختصر في أزمة إستهداف مخازن الاعتدة وسلاح الحشد الشعبي: أبعاد استراتيجية

د. باسل حسين*

1. معظم التوقعات اوالدراسات العالمية سوء في الصحف او المراكز العالمية المختصة تشير إلى ضربة “اسرلئيلية”.
2. بعض الدراسات الأخرى وعلى نطاق ضيق تشير إلى ثلاثة احتمالات:
أ. انه عمل مفتعل من أجل الضغط على الولايات المتحدة في الساحة العراقية لصالح إيران.
ب.انه عمل تخريبي من الداخل .
ج..انه فعلا يعود إلى سوء التخزين.
3. هناك آراء تذهب الى أن الاستهداف تم بطائرات مسيرة والاخرى تذهب انه تم الاستهداف بطائرات قتالية.
4. هناك ثلاثة انواع من الطائرات المسيرة تستطيع أن تقوم بذلك..
أ. الطائرة الإسرائيلية هرمس 450 وهي قادرة على حمل صواريخ هلفاير او سبايك واستهداف أهداف أرضية كما باستطاعتها الطيران بين 20/17 ساعة متواصلة طبقا الحمولة. وقد استخدمت للهجوم في غزة وسوريا.
ب. طائرة أم كيو 9 ريبر الامريكية وهي اول طائرة مسيرة مصممة للقتال .
ج. ام كيو سي وان غري ايغل الامريكية وهي طائرة مسيرة هجومية، تم استخدامها لتنفيذ عمليات في العراق منذ عام 2010.
هناك أنواع أخرى هجومية لكن هذه الأبرز والأكثر استخداما في الهجمات ذات الأهداف الأرضية.
4. وهذا ما انا ارجحه أن الهجمات تمت من خلال عمليتين مزدوجين
.الأولى : استطلاع قامت به طائرة 900 هرميس للاهداف ، وهي طائرة متطورة جدا تحمل مستشعرات كهربصرية أو تحت الحمراء، ومحدد أهداف أرضية متحركة ورادارات وتستطيع مسح أهداف أرضية تثلاثية الأبعاد ( Synthetic aperture radar For ground moving target indication) فضلا عن معدات استخبارات إلكترونية واتصالات، ومعدات حرب إلكترونية ومستشعرات فائقة الدقة .
الثانية : ثم قامت طائرات F 35 بقصف الأهدافالارضية في ( 19) يونيو / حزيران في امرلي ومعسكر أشرف ( 28) يونيو/ حزيران ومعسكر الصقر في الدورة في 12 اغطس/ آب واخيرا إستهداف مخازن الاعتدة قرب قاعدة بلد الجوية.
وسبب الترجيح هنا لان هذا الأسلوب من الهجوم قد أتبع سابقا في غزة منذ 2014 وكذلك في سوريا لان طائرات هرميس 900 تعطي بيانات وصور فائقة الدقة بما يتيح لإصابة الأهداف بنسبة تقارب 100% .
ولذلك أرى أن هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحا على الرغم من أنه لم يناقش سابقا.


5. يثار سؤال مهم يتعلق بطائرة F35 فهي بحاجة إلى إرضاع جوي لكي تقوم بالمهمة من اسرائيل الى العراق والعودة الى قاعدة نفاطيم في بئر السبع وبالتالي تبعا لخط عملياتها المتوقع عبر سوريا كما تؤكد معظم الدراسات فإن الإرضاع الجوي تم اما :
أ. في الأراضي السورية وهذا يعني قبول او تواطئ او تفاهم روسي اسرائيلي أمريكي .
ب. في إقليم كردستان المنطقة الأكثر تماما الإرضاع الجوي اذا تم في العراق.
5.تشير الصحف والدراسات الإسرائيلية والاوربية والأمريكية أن هناك تدفق لثلاثة انواع من الصواريخ إلى بعض فصائل الحشد تحديدا وهي صواريخ زلزال؛ والفاتح 110 وذو الفقار لكن الذي يقلق إسرائيل بالدرجة الأولى ويرجح قيامها بالهجوم هو صاروخ ذو الفقار الذي يصل مداه إلى 750 كم وتشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن أقرب مسافة بين الحدود العراقية وإسرائيل تصل إلى 632 كم وان بإمكان صواريخ ذو الفقار أن تصل إلى تل أبيب ومن هنا فإن مسألة إستهداف مواقع التخزين لهذه الصواريخ كما تقول الصحيفة أمرا ممكنا ومتوقعا
6. ينبغي أن لا ننسى مسألة في غاية الاهمية ان قرارت مجلس الامن بعد حرب الكويت تمنع على العراق امتلاك اي صواريخ تتجاوز 150 كم والعراق موافق على ذلك..
بمعنى لو ثبت ان العراق يمتلك صواريخ يبلغ مداها اكثر من. 150 كم فان ذلك قد يؤدي الى مسارات ممكن ان تكون غير محمودة العواقب مثل فرض العقوبات او تبرير الهجمات او جعل الساحة العراقية جبهة التدافع الأمريكي الإيراني الإسرائيلي
7. ترى دراسات عدة أن الاستهداف المتكرر للأهداف الإيرانية ولاسيما مواقع الصواريخ في لبنان وسوريا دفع إيران نحو التفكير بساحة متقدمة أخرى أكثر امنا لها وهي الساحة العراقية بل وبصواريخ أكثر تطورا وتأثيرا وابعد مدى .
8. لو صحت فرضية الاستهداف فأن جبهة جديدة فتحت من الاستهداف “الاسرائيلي” الصواريخ الإيرانية ممتدة من لبنان إلى سوريا إلى العراق .
9.من المفارقات أن ادارة الصراع “الإسرائيلي” الإيراني يتم في أراض خارج “إسرائيل ” وخارج “ايران” بل في أراض عربية وهي ساحة مثلى مجانية لكليهما ولن يخسرا شيئا فيها.
10.‏فوضى البيانات وكثرتها تشي بما نقوله سابقا لا وجود للدولة فلكل واحد في العراق دولته الخاصة به. كما أنه يعكس اضطراب التعامل مع هذا الحدث
11 تبقى الفاعلية العراقية الرسمية خارج الحدث وخارج التأثير بل ومسلوبة الإرادة ، لذا نجد أن الحكومة غائبة ومتفرجة فقط.

*باحث وكاتب عراقي