القدس (رويترز) –
أحيا مسلسل جديد تبثه شبكة “إتش.بي.أو” التلفزيونية الأميركية عن مقتل فتى فلسطيني بعد قتل ثلاثة فتيان إسرائيليين في صيف دام قبل خمس سنوات ذكريات مؤلمة لدى أسر القتلى من طرفي الصراع.
بدأ عرض مسلسل ”أولادنا“ (أور بويز) للمرة الأولى في إسرائيل والولايات المتحدة الأسبوع الماضي وتتركز أحداثه على الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير ابن الستة عشر عاما الذي خطفه ثلاثة إسرائيليين، اثنان منهم في سن المراهقة، قرب بيته في القدس الشرقية وقتلوه حرقا في يوليو تموز 2014.
قالت والدته سهى بصوت متهدج لرويترز بعد مشاهدة الحلقتين الأولى والثانية من المسلسل ”قد ما احكيلك مش راح اعبرلك قديش انا من جوا، نار بتحرق جوايا، بتحرقني حرق.
”لما شفت خصوصا الولد نفس محمد حسيت محمد قدامي، فيعني لو يصحلي ادخل التلفزيون واقدر اوخد ابني من جوا، مش راح اقدر اقولك قديش هذا الوضع صعب“.
والمسلسل عمل مشترك لشبكة إتش.بي.أو وشركة كيشيت إنترناشونال الإسرائيلية وتولت إنتاجه شركة موفي بلس.
والد ووالدة الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير يشاهدان مسلسل “أولادنا” (أور بويز) في منزلهما بالقدس الشرقية يوم 18 أغسطس آب 2019. تصوير: عمار عوض – رويترز
وقالت الأم الثكلى ”هذا الإشي شعورك لما تشوف هذا يضل يتكرر وتشوف ابنك والقصة وتضلك تحكيها، هذا بيغلي النار، كل ما هديت عندي يعني بحس نار بتغلي غلي فيا، بحس حالي راسي بده يتفجر من الوجع، برجع من أول الأحداث من يوم ما انخطف محمد، فهذا بيرجعني للوجع، الألم اللي صار فيا أول ما انخطف محمد“.
وقال المدعون إن الثلاثة الذين أدينوا بقتل أبو خضير كانوا ينتقمون لاختطاف الفتيان الإسرائيليين الثلاثة نفتالي فرانكل وجلعاد شاعر وإيال يفراح وقتلهم في الضفة الغربية المحتلة قبل ذلك بأسبوعين على أيدي أعضاء من حركة حماس الإسلامية.
وتطور قتل الفتية الأربعة إلى حرب استمرت سبعة أسابيع بين إسرائيل وحماس التي تدير قطاع غزة.
ويسلط المسلسل في حلقاته العشر الضوء على التحقيق الداخلي الذي أجرته إسرائيل مع الفتية الثلاثة المنتمين لليهود المتدينين الذين أدينوا في نهاية الأمر بقتل أبو خضير والأيام الأولى التي ثارت فيها ثائرة والديه بعد اختفائه ثم مقتله.
وتولى كتابة الحلقات التي تذاع باللغتين العبرية والعربية وإخراجها وإنتاجها إسرائيليان من اليهود وواحد من عرب إسرائيل مزجوا فيها لقطات وثائقية واقعية بمشاهد تمثيلية للنفاذ إلى التفاصيل الدقيقة التي يقولون إنها تحرك الصراع.
وقال المخرج المشارك جوزيف سيدار (50 عاما) في مقابلة مشتركة مع زميليه هاجاي ليفي وتوفيق أبو وائل ”نحن نعيش في عالم شديد التعقيد تنشب فيه الحروب بسبب أمور تافهة“.
وأضاف ”حاولنا كشف تفاصيل جريمة الكراهية تلك“.
غير أن بعض الأسر الإسرائيلية الحزينة على قتلاها قالت إن المسلسل مر مرورا عابرا إلى حد كبير على قتل الفتية الإسرائيليين الذين تشير الأحداث إليهم طوال حلقات المسلسل دون أن يؤدي ممثلون أدوارهم.
ولقي فردان من حماس يشبته أنهما كانا وراء قتل الإسرائيليين في اشتباك بالرصاص عام 2014، وفي عام 2015 أصدرت محكمة إسرائيلية على عضو ثالث من حماس ثلاثة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهمة خطف الثلاثة وقتلهم.