يحتفي اليوم الوسط الثقافي العراقي والعربي بثمانينية الروائي محمد خضير الذي يعد واحداً من أيقونات السردية العراقية ورائده من خلال عالمه المغاير للسرديات العراقية والعربية، منذ أن نشر أولى قصصه في مجلة الآداب البيروتية.
وأصبح خضير قمّة شاهقة في الثقافتين العربية والعراقية كونه صنع لنفسه أسطورة خاصة في كيفية كتابة النص الأدبي ليكون أبا ًورائدا ًمن رواد القصة العربية التي يبحث الجميع عن أية كتابة له سواء ما يتعلق بالتنظير الأدبي أو الإنتاج القصصي.
لم تكن تجربة خضير وليدة مرحلة محددة، بل أصبحت لها جذور وأثر وتأثير، كما يقول الناقد الدكتور عمار الياسري، الذي يصفها بأنها من التجارب المهمة وخاصة مع القصة القصيرة التي شهدت “تحولات بنيوية كبيرة مما جعله يتسيد بنية التجديد في السردية العراقية”.
يقول خضير إنه لا يستطيع أن يتحدث عن نفسه وخاصة في مناسبة كهذه، ويضيف ما كتبته هو من أجل صنع الجمال والذائقة والمساهمة في تحريك الوعي ، لكنه يستدرك بكل تأكيد أنها تحيلنا إلى الشعور المهم في حقل الإنسانية، أهمية الكتاب والكتابة، شعور من يستقل قطارا وهو يحمل عدته من الكتب، ويبدو أن هذه العدة لها التأثير الكبير في ترك الأثر بأهمية جعلت الآخرين يحتفون بتجربتي من خلال عمري، وكأن هناك محطات نعبر لها بقطارات جديدة أو بذات القطار.
إن خضير لم يكتف بتسريد الوثيقة بل عمل على سحرنتها نسبة إلى “الواقعية السحرية” ، فلم ينشغل بلعبة التجريب المنشغلة بالعمارة السردية المشوهة زمانيا ومكانيا ولا بتفتيت الزمن إلى شرائح عصية على التركيب ولا على إعادة تشكيل الرواة، مما جعله يتربع على عرش السردية العراقية حتى أضحى رمزًا سرديا ومشغلا أكاديميا للعديد من الباحثين والنقاد.