وليد خالد*
قبل يومين وفي صدفة جميلة جمعتني ومجموعة من الاخوة، طلّ علينا الوزير السابق والنائب الحالي الخبير النفطي جبار لعيبي. ولأني لم يسبق لي الجلوس معه فقد رأيت انها فرصة جيدة للتقرب من الرجل لمعرفة ما يشغل باله وهو أحد نواب البصرة حالياً، وسبق وان شغل مناصب عدة منها مدير عام شركة نفط البصرة ورئيس مستشاري محافظ البصرة وايضا وزير النفط العراقي.
ولما سلّمت عليه جلست معه وقد فوجئت بسؤاله الاول عن احوال البصرة واهلها وأي المشاريع التي تحتاجها البصرة وقد اجبته “أنكم الان في منصب تشريعي وليس تنفيذيا للبحث عن المشاريع المهمة”، فقال لي انه إن كان وزيرا او مديرا او نائبا فهو يهتم بما يهم الأهالي وهدفه أن يشعر أهل البصرة بتأثير ايجابي للنفط على حياتهم ويكفيهم استنشاق غازات سامة وانه يريد معرفة كل شيء يجعل الحياة في البصرة افضل من ذي قبل، ثم عاد وسألني عن احوال موظفي النفط في البصرة بمختلف شركاتها”؟
وكم اعجبني ما يقوم الوزير حين يتفقد احوال الناس واهل النفط حتى وان لم يكن هو وزيرهم، هل فعل او يفعل احد من الوزراء السابقين هذا، هل يسألون عن احوال الناس ويراقبون اداء المؤسسات التنفيذية خصوصا اداء الاشخاص الذين وضعوهم هم في مناصبهم الحالية، حين استمعت اليه وهو يتحدث عن النفط والبصرة والبلد شعرت انه يتحدث بحرقة وليس حديث المرفه او اللامبالي.
كم نحتاج من أمثال جبار لعيبي حتى نلمس تقدما في حياتنا العامة وحتى تقل البطالة وتتحرك المشاريع التي لا نشاهد كثيرا منها الا في شاشات التلفاز ، اذكر ان جبار لعيبي حين كان وزيرا للنفط كان في كل اسبوع يزور كل الحقول في الشمال والجنوب وهو يضع خوذته ويلتقي مع الموظفين والعمال يخفف من حدة المشاكل الادارية والتقنية في حين ان الموظفين الان تواقون لصاحب قرار يراهم ويسمع منهم مشاكلهم والوقوف على الحلول الناجعة التي تساهم في خلق بيئة عمل افضل.
ما من شك ان رئيس الوزراء خسر كفاءة كبيرة كانت لتكون سببا في نجاح الحكومة التي اثبتت عجزها عن الوفاء بوعودها حين أبعد لعيبي من مناصب كانت بمقاسه.
مرة أخرى نقول انه سوء التخطيط وربما عدم التوفيق هو الذي أبعد الكفاءات عنا واستقدم انصافها والسلام.
*عن موقع “كتابات”