أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد انه ينفذ عملية عسكرية جديدة أدت حسب مصادر فلسطينية إلى إصابات واعتقالات، في مدينة جنين معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة التي انطلق منها منفذ الهجوم الأخير في تل أبيب.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية جرح 11 شخصا في “اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي فجر وصباح الأحد في جنين وطولكرم وأريحا والأغوار”، معظمهم بالرصاص الحي.
من جهته، ذكر نادي الأسير الفلسطيني أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 24 شخصا من مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، معظمهم من مدينة جنين وقراها.
وقال الجيش في بيان مقتضب إن “القوات الإسرائيلية تنفذ حاليا عملية في مدينة جنين”.
وتأتي العملية العسكرية بعد تنفيذ فلسطيني لهجوم دام في أحد شوارع تل أبيب الحيوية مساء الخميس قتل خلاله ثلاثة إسرائيليين وأصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة.
وبمقتل الثلاثة، ترتفع حصيلة القتلى في الجانب الإسرائيلي منذ 22 آذار/مارس المنصرم إلى 14، سقطوا في هجمات متفرقة في كل من بئر السبع (جنوب) والخضيرة (شمال) وبني براك وتل أبيب (شمال).
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية اثنين من الهجمات الأربعة.
من جانبها، أكدت الشرطة الإسرائيلية تنفيذ الجيش “عملية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب في بلدة يعبد” التابعة لمدينة جنين (شمال). وقال بيان الشرطة إن “الإرهابي” منفذ “عملية إرهابية مميتة في بني براك” نشأ في البلدة.
وأكد البيان اعتقال ثمانية مشتبه بهم “متورطين بأنشطة إرهابية وصادرت أسلحة متنوعة”. وقال إن “الجنود عثروا على ذخيرة ولباس عسكري للجيش الإسرائيلي في منزل أحد المشتبه بهم”.
وأضاف أنه تمت مصادرة “عبوة ناسفة معدة لهجوم إرهابي مستقبلي” في منزل ثان.
وقال البيان إن الجنود ردوا على “مثيري شغب (…) بوسائل التفريق وبالذخيرة الحية”.
وتمكنت قوات إسرائيلية فجر الجمعة وبعد مطاردة في شوارع مدينة تل أبيب من تحديد مكان المهاجم رعد فتحي حازم (28 عاما) وقتله في تبادل لإطلاق النار.
وفي الجانب الفلسطيني سقط في الفترة نفسها عشرة قتلى على الأقل بينهم منفذو الهجمات وفق أرقام جمعتها وكالة فرانس برس.
احتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في العام 1967.
– “تفويضا مطلقا” –
غداة هجوم الخميس، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تفويضا مطلقا لقوات الأمن الإسرائيلية “للقضاء” على موجة جديدة من “الإرهاب”. وقال بينيت “لا حدود لهذه الحرب”.
وصرح رئيس أركان القوات الإسرائيلية أفيف كوخافي لجنوده في الضفة الغربية حسب فيديو بثّه الجيش “سنفعل كل ما يجب فعله وكل ما يلزم طالما وحيثما يلزم لإعادة إرساء الأمن”.
وكان الجيش الإسرائيلية شن السبت عملية عسكرية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين قتل خلالها ناشط (25 عاما) من حركة الجهاد الإسلامي وجرح 12 شخصا آخرين بأعيرة نارية.
وأعلنت اسرائيل مساء السبت سلسلة من الإجراءات ضد قطاعات مختلفة في مدينة جنين. وتشمل تلك الإجراءات إغلاق الحواجز الإسرائيلية المؤدية إلى المدينة ومنع دخول تجار وكبار رجال الأعمال الفلسطينيين من جنين إلى إسرائيل.
وسيسمح للعمال بالخروج للعمل في الدولة العبرية “وسط زيادة التفتيش في المعابر”، سيمنع دخول وخروج العرب في إسرائيل إلى المدينة، وسيتم وقف تصدير الرخام الصخري من المدينة إلى الخارج.
وتأتي العملية العسكرية الثانية مع الاستعدادات في مدينة كفار سابا (وسط) وتجمع جينوسار الاستيطاني الزراعي (شمال) لتشييع قتلى هجوم تل أبيب في وقت لاحق الأحد.
ورحبت حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالهجوم الذي دانه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وخلال شهر رمضان الماضي وقعت اشتباكات بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين لدى زيارتهم مجمّع المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى اندلاع حرب مدمّرة استمرّت 11 يوما بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
– “انتهاك حرية العبادة” –
من جهة ثانية، أكدت السلطات الإسرائيلية رصدها “تخريب” في موقع مقام يوسف أو قبر يوسف كما يسميه الفلسطينيون.
والقبر مقدس لدى اليهود لكنه يقع في عمق الضفة الغربية المحتلة. وسبق أن شهد الموقع مواجهات متكررة كما تعرض للحرق وتم إصلاحه.
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الحادثة بأنها “خطيرة وانتهاك خطيرا لحرية العبادة”. وأكد “اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع مثل هذه الحوادث (…) واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان ترميم المواقع وإعادته بسرعة إلى وضعه”.
وقال وزير الدفاع إنه وجه صباح الأحد “رسالة قوية إلى السلطة الفلسطينية طلبت منها تعزيز فوري لمسؤوليتها في الموقع”.
المصدر: © AFP
1994-2022 Agence France-Presse