كتب محرر الشؤون السياسية:
هناك ملاحظات مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار قبل الاسترسال بالحديث عن سبب تخزين السلاح داخل المناطق السكنية وهو ما كشفه أمس حادث انفجار الصواريخ والمقذوفات جنوب بغداد.
فـ “معسكر صقر” هو معسكر تابع لوزارة الداخلية وقد كان معسكرا أمريكيا تم بناؤه خصيصا لهذا الغرض ، وبعد خروج قوات الاحتلال الأمريكي من العراق سلم المعسكر للشرطة الاتحادية وتوجد فيها مقرات لعدد من أفواج وألوية واختصاصات الشرطة الاتحادية، وكذلك فيه مقرات وقدمات ادارية ولوجستية لعدد من ألوية الحشد الشعبي.
الى متى صواريخكم “المقدسة” تخزنوها وسط المدنيين الابرياء ! مو عيب عليك يا عزيزي تهدد حياة الناس الآمنين ؟ مو عيب هذا الرعب اللي سويتوه الاهالي بغداد اليوم؟!
— mushreq abbas (@mushrikabbas) August 12, 2019
إذن فهو معسكر مبني خارج المنطقة السكنية ولكنه ليس بعيدا عنها ولم ينشىء حديثا وليس خاصا بالحشد وإنما هو معسكر مشترك يدار من قبل الشرطة الاتحادية رسميا، لذلك فهو ليس مخزناً داخل المناطق السكنية وإنما هو معسكر رسمي.
وهذا يدفع إلى سسؤال “إذا هو معسكر يدار من قبل الشرطة، فما توصيف وجود الحشد الشعبي معهم وهل بات يرتبط اداريا بوزارة الداخلية؟ وها بات لدينا حشد أمني؟ حشد شرطة، حشد جيش، حشد مخابرات حشد استخبارات؟
ثمة من يسأل لماذا لا يمتلك قادة “الدولة” العراقية الشجاعة ويعلنون أنهم في خدمة “دولة الحشد المقدس” كي تنتهي هذه الألغاز وتتوضح وتتكشف للعراقيين نوعية نظام حكمهم، فالدولة اليوم بهوية مشوهة بكل المقاييس دولة التخبط والادارة الفاشلة.
مرة أخرى ثمة سؤال يفرض نفسه: ما تفسير وجود أسلحة و عتاد و صواريخ تابعة للحشد في معسكر شرطة؟ فيا أيها الحشد هل انتم تابعون لوزارة الدفاع أو للداخلية أو للقيادة العامة لقوات المسلحة أو كل هذه التسميات تابعة لكم؟
كان فهم الرأي العام العراقي أن الحشد لمكافحة داعش و ليس لحفظ الامن داخل المدن العراقية، ولكن يبدو أن ذلك الفهم هو في حقيقته مجرد وهم، فالقصة تبدو وكأن الحشد هو الدولة وهو الذي يحدد كيف ومتى ولماذا ومن؟