بقلم فيليب سوفاغنارغ
أعلن رئيس بلدية أوتاوا حال الطوارئ الأحد في العاصمة الكندية المشلولة منذ أكثر من أسبوع بسبب احتجاجات لمعارضي القيود الصحية، معتبرا أن الوضع بات “خارجا عن السيطرة”.
وامتدت الاحتجاجات التي بدأت في أوتاوا في 29 كانون الثاني/يناير إلى مدن كندية رئيسية أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حين واصلت عشرات الشاحنات ومتظاهرون شل الحركة في وسط العاصمة الأحد.
نتيجة ذلك، أعلن رئيس البلدية جيم واتسون بعد الظهر حال الطوارئ في أوتاوا “بسبب التظاهرة الجارية”.
وقالت البلدية في بيان إن القرار “يعكس الخطر الجسيم والتهديد الذي تتعرض له سلامة السكان وأمنهم جراء الاحتجاجات المستمرة، ويؤكد الحاجة إلى دعم من السلطات القضائية والهيئات الحكومية الأخرى”.
وأضافت أن الإجراء “يوفر أيضا قدرا أكبر من المرونة داخل إدارة البلدية للسماح لمدينة أوتاوا بمواصلة العمل من أجل توفير الخدمات الأساسية” للسكان.
واعتبر واتسون في وقت سابق الأحد أن “الوضع بات خارج نطاق السيطرة تماما (في أوتاوا). نحن نخسر المعركة… يجب أن نستعيد مدينتنا”.
كما وصف رئيس البلدية سلوك المتظاهرين بأنه “غير مقبول” بإغلاقهم طرقات وسط المدينة وإطلاق أبواق شاحناتهم الثقيلة بشكل مستمر.
بدورها أعلنت شرطة أوتاوا التي انتُقدت لعجزها عن منع شلّ وسط العاصمة، حظر إمداد المحتجين بالوقود. وحذرت الشرطة في تغريدة على تويتر من أن “أي شخص يحاول تقديم دعم مادي (على غرار الوقود) للمتظاهرين يخاطر بالتعرض للاعتقال. هذا الإجراء ساري المفعول الآن”.
– عمليات توقيف –
وعقب هذا الإعلان، ذكرت في المساء أنها نفذت “عدة عمليات توقيف”.
وكانت الحركة التي أطلق عليها اسم “قافلة الحرية” تهدف في الأصل للاحتجاج على قرار إلزام سائقي الشاحنات منذ منتصف كانون الثاني/يناير الماضي بالتطعيم ضد كوفيد لعبور الحدود بين كندا والولايات المتحدة، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة ضد القيود الصحية ككل وضد حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو.
يقول المتظاهرون إنهم سيواصلون احتجاجهم حتى يتم رفع القيود الصحية.
خلال اجتماع طارئ مع مسؤولين محليين منتخبين، اشتكى قائد شرطة أوتاوا بيتر سلولي السبت من أنه لا يملك الوسائل الكافية لانهاء ما وصفه بـ”حالة الحصار” طالباً “المزيد من الموارد”.
ستتلقى شرطة أوتاوا قريبًا تعزيزات قوامها حوالي 250 من عناصر شرطة الخيالة الكندية الملكية، أحد قوات الشرطة الفدرالية.
وخرجت احتجاجات مماثلة ولكن على نطاق أصغر في العديد من المدن الكندية الكبرى السبت، من بينها تورنتو وكيبك ووينيبيغ واستمرت الأحد في كيبيك.
وفي عاصمة المقاطعة الناطقة بالفرنسية، كان عدد المتظاهرين أقل مما كان عليه السبت. ورحب المنظمون بسلمية الاحتجاجات واعلنوا أنهم سيغادرون المدينة مساء الأحد على أن يعودوا بعد أسبوعين، بمجرد انتهاء كرنفال كيبك الجاري حاليًا.
وذكرت شرطة كيبك في المساء على تويتر أن “كل الشاحنات المتوقفة” غادرت المدينة.
وأعلن منظمو التظاهرة في أوتاوا صباحاً، في “بادرة حسن نية”، عزمهم عدم اطلاق الزمامير من الشاحنات لبضع ساعات الأحد احتراما لـ “يوم الرب”.
وقالت شرطة أوتاوا إنها حررت نحو 450 مخالفة منذ صباح السبت، بينها احداث صخب أو استخدام الألعاب النارية، مضيفة أن المتظاهرين شاركوا في سلوك مشاغب أو غير قانوني خلال الليل مما شكل تهديدا للامن العام أو فاقم “محنة” السكان.
رفع سكان أوتاوا الذين ضاقوا ذرعاً بالفوضى التي سببتها الحركة، دعوى تعويض جماعية قيمتها 10 ملايين دولار كندي (7 ملايين يورو) ضد المنظمين.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse