قتل 11 شخصا على الأقل في غارات جوية شنها التحالف ليل الإثنين الثلاثاء على صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين اليمنيين غداة اعتداء على الإمارات تبناه الحوثيون، في تصعيد كبير جديد في حرب اليمن.
وقال مصدر طبي إن “11 شخصا قتلوا في الغارات الجوية” في صنعاء.
بدوره، أكد شاهد عيان مقتل 11 شخصا بينما كان يبحث في الأنقاض عن ناجين من أقاربه في وقت عملت جرافة على رفع أكوام الحجارة.
وقال أكرم الأهدل لوكالة فرانس برس إن “تحالف العدوان قصف البيت (..) 11 شهيدا وما زال البحث جاريا بين الانقاض عن جرحى وشهداء”.
وأعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن مساء الإثنين أنه بدأ شنّ غارات جوية على صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون بعد الهجوم الذي استهدف العاصمة الإماراتية، فيما توعدت أبوظبي بالرد على الاعتداء “الآثم” و”الإرهابي” الذي استهدفها.
وتبنى المتمردون اليمنيون الاعتداء الذي استهدف أبوظبي الاثنين وأوقع ثلاثة قتلى، مهددين بتنفيذ هجمات أخرى وداعين المدنيين الى الابتعاد عن “المنشآت الحيوية”.
والثلاثاء، أعلن التحالف أنه قام “بشن ضربات جوية لمعاقل ومعسكرات ميليشيا الحوثي بالعاصمة صنعاء”، حسبما نقلت قناة “الإخبارية” السعودية الحكومية.
ويدور نزاع في اليمن بين القوات الحكومية التي يساندها التحالف منذ العام 2015 والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وبعد الهجمات، تحدث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الإمارات.
وقالت الوكالة إنهما أكدا أن هذه الأعمال “ستزيد من عزم البلدين على الاستمرار في التصدي لتلك الأعمال العدوانية”.
– لا نهاية في الأفق-
وجاء هجوم المتمردين ليفتح جبهة جديدة في الحرب في اليمن، الذي يشهد منذ منتصف 2014، نزاعا على السلطة بين المتمردين وقوات الحكومة التي يدعمها التحالف العسكري بقيادة السعودية منذ آذار/مارس 2015.
وتوعدت الولايات المتحدة بـ”محاسبة” الحوثيين، وقالت على لسان مستشار الأمن القومي جيك ساليفان “سنعمل مع الإمارات وشركائنا الدوليين لمحاسبتهم”.
ويأتي هذا التطور بعد أسبوعين على مصادرة المتمردين اليمنيين في الثالث من كانون الثاني/يناير سفينة “روابي” التي ترفع علم الإمارات في جنوب البحر الأحمر قبالة مدينة الحديدة اليمنية.
في العاشر من كانون الثاني/يناير، أعلنت قوات “ألوية العمالقة” الموالية للحكومة اليمنية استعادة السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط في شمال البلاد، من المتمردين.
وتدعم الإمارات هذه القوات.
وتأسّست “ألوية العمالقة” في أواخر العام 2015 في منطقة الساحل الغربي، وتضم 15 ألف مقاتل على الأقل. وقامت بدور قتالي فعال في مواجهة المتمردين الحوثيين على طول شريط ساحلي يبلغ طوله 300 كيلومتر، من منطقة باب المندب حتى الحديدة على ساحل البحر الأحمر.
ويقاتل المتمردون الحوثيون منذ شباط/فبراير الماضي بشراسة القوات الموالية للحكومة التي تسيطر على مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، بهدف الوصول الى المدينة، ما يسمح لهم بوضع يدهم على كامل الشمال اليمني.
وقالت الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أكسفورد إليزابيث كيندال لوكالة فرانس برس إنه “لا يوجد نهاية تلوح في الأفق لحرب اليمن”.
وأضافت “النزاع يتصاعد ويتم فتح جبهات جديدة على الصعيدين المحلي والإقليمي”.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse