تايوان تتهم بكين بزيادة الضغوط بعد توغل عدد قياسي من الطائرات العسكرية في مجالها

This handout photo taken and released on February 10, 2020 by Taiwan’s Defence Ministry shows a Taiwanese F-16 fighter jet flying next to a Chinese H-6 bomber (top) in Taiwan’s airspace. – Taiwan said it scrambled fighter jets on February 10 after Chinese military aircraft briefly crossed into its airspace, the first major military provocation since the island’s Beijing-wary president was re-elected in a landslide. (Photo by Handout / Taiwan’s Defence Ministry / AFP) / RESTRICTED TO EDITORIAL USE – MANDATORY CREDIT “AFP PHOTO / Taiwan’s Defence Ministry ” – NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS – DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS

بقلم امبر وانغ

اتهمت تايوان بكين السبت بزيادة الضغوط والرغبة في تقويض السلام في المنطقة، غداة أكبر توغل لطائرات عسكرية صينية في منطقة الدفاع الجوي التايوانية.

ويأتي استعراض القوة الصيني في ذكرى تأسيس الصين الشيوعية.

وشارك في هذا التوغل عدد قياسي من الطائرات العسكرية الصينية بلغ 38 في المجموع، بما فيها قاذفة قنابل “إتش-6” التي تعد جزءا من منظومة الردع النووي الصينية.

ويبلغ عدد سكان تايوان 23 مليون نسمة يعيشون في ظل نظام ديموقراطي وتهديد مستمر بغزو صيني.

وتعتبر الصين أن جزيرة تايوان جزء لا يتجزّأ من أراضيها وتوعدت باعادتها إلى سيادتها يوما ما بالقوة إذا لزم الأمر.

ومنذ وصول شي جينبينغ في العام 2012 على رأس الحزب الشيوعي وبالتالي أصبح رئيسا للبلاد، توغلت الطائرات العسكرية الصينية بشكل شبه يومي في المنطقة التايوانية لتمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي (أديز).

لكن توغل الجمعة استدعى توبيخا قاسيا من تايبيه.

وقال رئيس الوزراء سو تسنغ-تشانغ خلال مؤتمر صحافي عقد صباح السبت إن “الصين تصرفت بعدائية وقوضت السلام الإقليمي من خلال ضلوعها في العديد من أعمال الترهيب”.

وأضاف “من الواضح أن العالم والمجتمع الدولي يرفضان سلوكيات الصين هذه أكثر فأكثر”.

وبحسب وزارة الدفاع، توغلت الجمعة 22 مقاتلة وقاذفتان وطائرة حربية مضادة للغواصات في منطقة الدفاع الجوي التايوانية في جنوب غرب الجزيرة.

وليل الجمعة السبت، دخلت مجموعة ثانية تضم 13 طائرة إلى أديز، ليرتفع العدد الإجمالي للطائرات الحربية إلى 38 طائرة، وفق الوزارة.

ومنطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي هي مجال جوي تسعى فيه الدولة المعنية إلى تحديد هوية الطائرات وموقعها لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وقد تضاعفت عمليات توغل الطائرات العسكرية الصينية في هذه المنطقة خلال العامين الماضيين، فيما تقوم بكين باستعراض للقوة في مناسبات كبيرة.

وهذه أيضا طريقة للصين لاختبار أسطول تايبيه المتقادم من المقاتلات.

– “لا حماقات” –
ويأتي استعراض القوة هذا بعد أيام من اتهام بكين بريطانيا بإرسال سفينة حربية، للمرة الاولى منذ العام 2008، إلى مضيق تايوان “بنية سيئة”.

وتطالب الصين بالمضيق الذي يفصل البر الرئيسي للصين عن جزيرة تايوان، وكذلك كل بحر الصين الجنوبي تقريبا.

وتقول الولايات المتحدة ودول أخرى إن هذه المنطقة تقع في المياه الدولية، وبالتالي فهي مفتوحة للجميع.

ودخلت أكثر من 500 طائرة حربية صينية مجال الدفاع الجوي التايواني هذا العام في مقابل 380 العام الماضي، وهو عدد قياسي.

ويعود العدد القياسي السابق إلى 15 تموز/يونيو عندما دخلت 28 طائرة مجال الدفاع الجوي التايواني.

ويؤكد بعض الخبراء أن التوترات بين الصين وتايوان في أعلى مستوياتها منذ منتصف التسعينات.

ولم يخف مسؤولون عسكريون أميركيون مخاوفهم من أن الصين قد تسعى لغزو الجزيرة.

وتأتي عمليات التوغل الصينية الجمعة عقب إرسال بريطانيا في 27 أيلول/سبتمبر وللمرة الاولى منذ العام 2008، سفينة حربية إلى مضيق تايوان.

ونددت قيادة جيش التحرير الشعبي الصيني بهذه الخطوة واتهمت بريطانيا بأن لديها “نيات سيئة تهدف إلى تقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان”.

وقال ألكسندر هوانغ الأستاذ المساعد في جامعة تامكانغ في تايبيه، إن التوغل الجوي الأخير لا يهدف فقط لتوجيه رسالة إلى تايوان.

وأوضح لوكالة فرانس برس أن هناك ثلاث مجموعات سفن حربية تضم حاملة طائرات في المنطقة، اثنتان أميركيتان وواحدة بريطانية.

وأضاف “ترسل الصين تاليا رسالة سياسية إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عيدها الوطني لدعم ارتكاب +حماقات في منطقتي+”.

وفي السنوات الأخيرة، عبرت سفن حربية كندية وفرنسية وأسترالية مضيق تايوان ما أثار احتجاجات قوية من بكين.

المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse