بقلم ديفيد فوكس
أعلنت حركة طالبان الخميس أنها قريبة من تشكيل حكومة جديدة فيما نظمت عشرات النساء تظاهرة نادرة للمطالبة بحق العمل في ظل النظام الجديد الذي يواجه عراقيل اقتصادية كبرى وارتيابا من قبل الشعب.
من جهة أخرى وبينما دعت الأمم المتحدة إلى تأمين مخرج للأفغان الراغبين في مغادرة بلدهم، أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ بلاده تعمل مع طالبان لإعادة تشغيل مطار كابول في “أقرب وقت ممكن”.
الحركة الإسلامية التي تعهدت باعتماد نهج أكثر ليونة مما كان عليه حكمها بين 1996 و 2001، عليها الآن أن تتحول من مجموعة متمردة الى سلطة تتولى الحكم.
والإعلان عن حكومة جديدة التي قال مصدران من طالبان لوكالة فرانس برس إنه قد يحصل الجمعة بعد الصلاة، سياتي بعد أيام على الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان الذي أنهى أطول حروب أميركا مع انتصار عسكري للحركة الإسلامية.
في إحدى اللحظات الأكثر رمزية منذ الاستيلاء على كابول في 15 آب/اغسطس، استعرض المسلحون الأربعاء بعض المعدات العسكرية التي استولوا عليها خلال هجومهم كما حلقت مروحية من طراز بلاك هوك فوق قندهار، المعقل الروحي لحركتهم.
الآن تتجه كل الأنظار لمعرفة ما اذا كانت طالبان ستتمكن من تشكيل حكومة قادرة على إدارة اقتصاد خربته الحرب وتحترم تعهدات الحركة بحكومة “جامعة”.
– “لسنا خائفات”-
تسري تكهنات كثيرة حول تشكيلة الحكومة الجديدة رغم ان مسؤولا كبيرا قال الأربعاء إنه من غير المرجح ان تشمل نساء.
وقال المسؤول البارز شير محمد عباس ستانكزاي وهو كان متشددا في إدارة طالبان الأولى، لاذاعة “بي بي سي” الناطقة بلغة الباشتو إن النساء سيتمكن من مواصلة العمل لكن “قد لا يكون لهن مكان” في الحكومة المستقبلية او مناصب أخرى عالية.
في مدينة هرات بغرب البلاد، نزلت حوالى 50 امرأة الى الشوارع، تظاهرة نادرة للمطالبة بحق العمل والاحتجاج على تغييب المرأة عن الحكومة الجديدة.
وقال صحافي في وكالة فرانس برس شهد الاحتجاج إن المتظاهرات رددن “من حقنا أن نحصل على تعليم وعمل وأمن”. كما رددن “لسنا خائفات، نحن متحدات”.
هرات تعتبر نسبيا مدينة متنوعة على طريق الحرير القديم بالقرب من الحدود الإيرانية. هي واحدة من أكثر المناطق ازدهارا في أفغانستان وقد عادت الفتيات إلى المدارس هناك.
وقالت بصيرة طاهري إحدى منظمات الاحتجاج، لوكالة فرانس برس إنها تريد أن تضم حركة طالبان نساء في الحكومة الجديدة. وأضافت “نريد ان تجري طالبان مشاورات معنا” قائلة “لا نرى نساء في تجمعاتهم واجتماعاتهم”.
بين ال 122 ألف شخص الذين فروا من أفغانستان في الجسر الجوي الذي نظمته الولايات المتحدة والذي انتهى الاثنين، كانت أول صحافية أفغانية تجري مقابلة مع مسؤول من طالبان في بث تلفزيوني مباشر.
وطالبت المذيعة السابقة في قناة “تولو نيوز” الأفغانية السابقة بهشتا أرغاند الأربعاء “المجتمع الدولي بالقيام بأي شيء للنساء الأفغانيات” وذلك أمام مجموعة من الدبلوماسيين خلال زيارة قامت بها وزيرة الخارجية الهولندية سيغريد كاغ ومساعد وزير الخارجية القطرية لولوة الخاطر إلى مجمع كبير يأوي لاجئين أفغان في العاصمة القطرية الدوحة.
وبدا التأثر واضحا على المذيعة الأفغانية (24 عاما) وهي تقول “أرغب في أن أصبح صوتا للنساء (الأفغانيات) لأنهن في وضع سيء للغاية” متابعة “يجب على المجتمع الدولي أن يقول لطالبان أرجوكم اسمحوا للنساء بالذهاب إلى المدرسة والجامعة وعليهن الذهاب للعمل والمكتب والقيام بما يرغبن به”.
– “الأعمال دون الصفر”-
لم تكن حقوق المرأة القلق الرئيسي في الاستعدادات لاعلان حكومة جديدة.
في كابول، أعرب سكان عن قلقهم بشأن الصعوبات الاقتصادية المستمرة منذ فترة طويلة في البلاد والتي تفاقمت الآن بسبب استيلاء الحركة المتشددة على السلطة.
وقال كريم جان وهو صاحب محل لبيع الاجهزة الالكترونية لوكالة فرانس برس “مع وصول طالبان، من الصائب القول أن الأمن مستتب، لكن الأعمال تراجعت الى ما دون الصفر”.
وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع من “كارثة إنسانية” تلوح في الأفق في أفغانستان ودعت إلى تأمين مخرج الى الاشخاص الذين يريدون الفرار من النظام الجديد.
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية القطري الذي تستضيف بلاده مكتبا للحركة وتتوسط بين طالبان والدول الغربية “نأمل في أن نتمكن من تشغيله في أسرع وقت ممكن”، مضيفا في مؤتمر صحافي “نحن نتعامل معهم (طالبان) ونأمل أن نسمع أخبارا جيدة في الأيام المقبلة”.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse