يبدو أن إيران وحزب الله لن يعتمدا المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة في حال نشوب حرب بين واشنطن وطهران، إذ سيتم إيقاظ “الخلايا النائمة” من سباتها في الداخل الأميركي.
ووفق مقال لماثيو ليفيت، مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن، فإن “أي خيار عسكري أميركي تجاه إيران سيأخذ في الحسبان التبعات التي يمكن أن تطال حلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها في الشرق الأوسط”.
ويذهب ليفيت في المقال الذي نشره في صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأحد، إلى أن هناك وحدة “عمليات السوداء” تابعة لحزب الله تضم خلايا نائمة جاهزة لضرب أهداف في الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويشير إلى أنه قبل 10 دقائق فقط قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف إطلاق صواريخ باتجاه إيران ردا على إسقاط طهران لطائرة “درون” أميركية، فيما هددت إيران بالمقابل أنه في حال نشوب حرب فإنها مستعدة لإنزال نحو 200 ألف عنصر تابع لها لمهاجمة إسرائيل.
ويقول القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محمد علي الجعفري إن “إيران استطاعت تجنيد نحو 200 ألف شاب في عدة دول في المنطقة”.
وتضم القوات التي تدعم إيران جيش التحرير الشيعي والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن وقوات حزب الله في لبنان.
وكان زعيم حزب الله حسن نصر الله قد قال في حديث متلفز أخيرا “إن إيران لن تكون وحيدة في حربها”. ويقول الكاتب ليفيت “هنا يأتي دور الوحدة “910” والتي تتبع منظمة الجهاد الإسلامي، والتي برز نشاطها بشكل أساسي كوحدة للانتقام على خلفية اغتيال عماد مغنية في 2008″.
وكانت المفاجأة عندما كشفت ملاحقة جنائية في نيويورك لعضوين من حزب الله هما علي كوراني وسامر الدبك عام 2017، معلومات جديدة مثيرة للقلق حول مدى تغلغل عمليات حزب الله وأنشطته في الولايات المتحدة وكندا، حسب ما يشير ليفيت في مقال آخر نشره الموقع الإلكتروني لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
وما كشفته التحقيقات دفع المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب للتصريح “وفقا لتقييمنا فإن حزب الله مصمم على منح نفسه خيارا محتملا في الأراضي الأميركية كعنصر حاسم من أجندته الإرهابية”، خاصة بعد ما كشف عن دور الوحدة “910” في أميركا.
وقبل أشهر قليلة أصدرت هيئة محلفين في نيويورك أحكاما بإدانة كوراني، تتعلق بمراقبته لـ “مكتب التحقيقات الفيدرالي” و”مكاتب المخابرات الأميركية” ومستودع أسلحة للجيش الأميركي.
ما كشفه كوراني تعدى مراقبته لأهداف بعينها إذ تبين أنه يعمل كـ “عميل نائم على المدى الطويل” ويتبع لوحدة التخطيط للهجمات الخارجية في حزب الله ضمن دائرة وصفها لـ “مكتب التحقيقات الفيدرالي” على أنها “جماعة بن لادن الخاصة بلبنان”.
وحذر الكاتب من تنامي مؤامرات حزب الله والتي ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية خارج منطقة الشرق الأوسط، معتبرا أن هذا “أمر مقلق للغاية”.
*المصدر: موقع “الحرة”