بقلم مارتن ابوغاو
اتّهمت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الثلاثاء بكين بالاستمرار باعتماد سلوك ترهيبي حيال جيرانها في بحر الصين الجنوبي، في وقت تسعى فيه واشنطن لرصّ صفوف حلفائها في مواجهة الصين.
وتريد الولايات المتحدة كذلك طمأنة شركائها على خلفية القلق من انكفاء أميركي أثاره الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان.
وقالت هاريس في اليوم الثاني لزيارتها سنغافورة إنّ “بكين تواصل ممارسة الضغوط والإكراه والترهيب والمطالبة بالغالبية العظمى من بحر الصين الجنوبي”.
وأضافت “تصرفات الصين تستمر في تقويض النظام العالمي المستند إلى القانون وفي تهديد سيادة الدول”.
وعرضت هاريس في خطابها بالتفصيل أهداف السياسة الخارجية للإدارة الأميركية في آسيا.
وأكدت نائبة الرئيس الأميركي “الولايات المتحدة متحدة في وحدة صف مع حلفائها وشركائها أمام هذه التحديات”.
وتطالب الصين بالسيادة على معظم مساحة البحر الغني بالموارد والذي تعبر خلاله تريليونات الدولارات من التجارة البحرية سنوياً.
إلا ان أربع دول من جنوب شرق آسيا هي بروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان وفيتنام لديها مطالب سيادية في المنطقة نفسها.
واتهمت بكين بنشر عتاد عسكري في المنطقة من بينها قاذفات صواريخ وبتجاهل قرار صادر عن محكمة دولية في 2016 اعتبر أن لا اساس لمطالبات الصين.
وتفاقم التوتر في الأشهر الأخيرة بين بكين والدول التي تعارض مطالباتها في بحر الصين الجنوبي.
وعبرت مانيلا عن غضبها بعدما رصدت مئات السفن الصينية في المنطقة الفيليبينية الاقتصادية الخالصة في حين نشرت ماليزيا طائرات مطاردة لتعقب طائرات عسكرية صينية توغلت قرب سواحلها.
– طمأنة –
وسعت المسؤولة الأميركية إلى تهدئة المخاوف من ان التوتر المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة سيرغم الدول المرتبطة ارتباطا وثيقا مع واحد من البلدين، على اختيار معسكر معين.
وأكدت هاريس “التزامنا في جنوب شرق آسيا ومنطقة الهند-المحيط الهادئ غير موجه ضد أي دولة كانت ولا يهدف إلى ارغام أي كان على الاختيار بين الدول”.
وتأتي زيارة كامالا هاريس للمنطقة بعد جولة لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي انتقد بشدة المطالب الصينية في المنطقة المتنازع عليها.
إلا ان الأزمة في أفغانستان عززت الشكوك حول متانة الدعم الأميركي لشركاء واشنطن والقت بظلالها على زيارة هاريس لجنوب شرق آسيا.
وبررت نائبة الرئيس الأميركي قرار جو بايدن سحب القوات الأميركية من أفغانستان معتبرة أنه قرار “شجاع وصائب”. وشددت على أن الأميركيين يعطون الأولوية لعمليات إجلاء الأجانب والأفغان في مطار كابول.
وتعم الفوضى مطار كابول حيث تحاول حشود من الأفغان الفرار من حركة طالبان إذ أن ذكرى تجاوزات حكم الحركة المتشددة السابق بين 1996 و2001 لا تزال راسخة في الأذهان.
ووعدت هارس الاثنين ب”التزام دائم” للولايات المتحدة في آسيا.
وتلتقي المسؤولة الأميركية الثلاثاء مسؤولين في شركات سنغافورية للبحث في النقص في انتاج المعالجات الصغيرة ما يؤثر سلبا على قطاع صناعة السيارات.
وتنتقل نائبة الرئيس الأميركي مساء إلى فيتنام.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse