عصر الدكاترة!

كتب رباح آل جعفر على صفحته في الفيسبوك:

 

رباح آل جعفر

اعتذر الأستاذ عباس محمود العقاد الحاصل على الشهادة الابتدائية عن قبول شهادة الدكتوراه الفخرية التي منحتها له جامعة القاهرة ، وكانت حجته : من ذا الذي يقدر أن يمتحن العقاد ويعطيه الدكتوراه ؟!.
وكان عميد الأدب العربي طه حسين يرفض وضع كلمة دكتور على جميع مؤلفاته ، ويومها امتنع بوصفه عميد كليّة الآداب أن يمنح الدكتوراه الفخرية لكبار السياسيّين ، فكتب احتجاجاً كتابه الشهير ( مستقبل الثقافة في مصر ) !.
وفي ذلك الزمن الفائت ، اعتذر الروائي الحائز على نوبل نجيب محفوظ عن قبول شهادة الدكتوراه من جامعة المنوفية .. وفي وقت من الأوقات تظاهر أساتذة وطلبة جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة ، واعترضوا على قبول مالئ دنيا السياسة ، وهاتك قلوب العذارى الدكتور هنري كيسنجر أستاذاً للعلاقات الدولية وعضواً في هيئة التدريس !.
وعندما عرض رئيس وزراء بريطانيا منصب وزير على أستاذ في جامعة أكسفورد ، احتج الأستاذ قائلاً : إن منصب أستاذ في جامعة أكسفورد أعلى من منصب رئيس الوزراء .
ويكفي أن نعرف أن أساتذة كباراً من أكفأ العقول العراقيّة شغلوا كرسيّ الأستاذيّة ، وخرّجوا أجيالاً في الأكاديميّة ، لكنهم لم يحصلوا على شهادة الدكتوراه .. يكفي أن نستذكر عبد الرحمن البزاز في القانون ، وناجي معروف في التاريخ ، وطه باقر في الآثار ، وإبراهيم الوائلي في اللغة العربية ، ومدني صالح في الفلسفة .
أين منهم دكاترتنا اليوم ؟!.