دعت سفارة الولايات المتحدة في أفغانستان السبت الرعايا الأميركيين في هذا البلد إلى تجنب التوجه إلى مطار كابول في الوقت الحالي بسبب “تهديدات أمنية محتملة” لم تكشفها.
ولم تحدد السفارة طبيعة هذه التهديدات لكنّ مسؤولا في البيت الأبيض كشف أن الرئيس جو بايدن ناقش خلال اجتماع صباح السبت مع فريقه للأمن القومي “الوضع الأمني في أفغانستان وعمليات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الاسلامية”.
ويتحدث التحذير الذي وضع على الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية في أفغانستان ونشرته وزارة الخارجية في واشنطن على تويتر عن “تهديدات أمنية محتملة خارج بوابات مطار كابول”.
وقالت السفارة في التحذير “ننصح المواطنين الأميركيين بتجنب السفر إلى المطار وتجنب بوابات المطار في هذا الوقت ما لم يتلقوا تعليمات فردية من ممثلي الحكومة الأميركية للقيام بذلك”.
ورفض الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي كشف طبيعة الخطر. وقال في مؤتمر صحافي “لن أخوض في التفاصيل بشأن تقييمنا للتهديدات أو ما تقوله أجهزة الاستخبارات”، موضحا أن الوضع في المدينة “متقلب” جدا والأخطار قد تتطور “بين ساعة وأخرى”.
وأضاف كيربي “نواصل إجراء اتصالات منتظمة مع قادة طالبان في كابول خصوصا المسؤولين عن المعابر في المطار”.
– 17 ألف شخص تم إجلاؤهم –
وتحدث كيربي عن وضع ملح لأن الجيش يسعى لتحقيق هدف استكمال الإجلاء بحلول 31 آب/أغسطس.
من جهته، أكد الجنرال هانك تايلور من هيئة أركان الجيوش الأميركية أنه “لم ترد أنباء عن أي تغيير في الوضع الحالي للعدو داخل المطار وحوله حتى الآن”.
وحول عمليات الإجلاء، قال الجنرال تايلور إنه تم إجلاء 17 ألف شخص منذ بدء العملية في 14 آب/أغسطس، بينهم 2500 أميركي.
وأضاف أن نحو 3800 شخص تم إجلاؤهم في الساعات ال24 الأخيرة في 38 رحلة جوية، موضحا أن ثلاث طائرات أخرى وصلت إلى مطار كابول الدولي في الوقت نفسه.
وتابع تايلور أنه رغم تحذير السفارة، إذا حضر مواطنون أميركيون إلى المطار فستهتم القوات الأميركية بهم.
وكان بايدن صرح في مقابلة مع قناة “ايه بي سي” أن الولايات المتحدة تخطط لإجلاء جميع الأميركيين (بين عشرة آلاف و15 ألف شخص حسب تقديرات) وتأمل بأن تكون قادرة على فعل الشيء نفسه مع الحلفاء الأفغان وعائلاتهم (بين خمسين و65 ألفا).
وقال المسؤول في البيت الأبيض إن الحكومة الأميركية ناقشت صباح السبت “جهودا حثيثة تبذل لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقات مع دول أخرى لنقاط عبور”.
وقال كيربي “نبذل جهودا ضد الزمان والمكان”.
وتوقفت عمليات الطائرات العسكرية الأميركية ذهابا وايابا لساعات الجمعة بسبب امتلاء القاعدة التي تحط فيها في قطر.
وفي مؤشر إلى القلق السائد في واشنطن، ألغى الرئيس جو بايدن في اللحظة الأخيرة صباح السبت رحلة مقررة إلى ديلاوير ليمضي عطلة نهاية الأسبوع، بسبب الفوضى العارمة في مطار كابول، وإن كان اقتراب إعصار من شمال شرق الولايات المتحدة قد لعب دورا في قراره البقاء في البيت الأبيض.
من جهته، دان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السبت ما اعتبره “عجزا فاضحا” للرئيس الحالي الذي قام “بانسحاب فاشل” على حد تعبيره. وفي الوقت نفسه أشاد ترامب بقادة طالبان معتبرا أنهم “مفاوضون كبار ومقاتلون أقوياء”.
وقال ترامب في تجمع في ولاية ألاباما “ما كان يجب أن يحدث هذا. كل ما كان عليه أن يفعله هو ترك الجنود هناك حتى ينتهي كل شيء – مواطنونا، أسلحتنا – ثم تقصف القواعد”.
وفي عهد ترامب، وقعت الولايات المتحدة في شباط/فبراير 2020 اتفاقا مع طالبان تعهدت فيها واشنطن سحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان، مقابل التزام طالبان إجراء مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية والامتناع عن مهاجمة القوات الأميركية ومصالحها في أفغانستان وقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة.
وتسود فوضى عارمة خارج مطار كابول بينما تحدثت معلومات تعرض أشخاص يسعون إلى المغادرة للضرب على أيدي مسلّحين من طالبان.
وكان الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف بتنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، في موقع ضعيف منذ أعلنت القوات الأفغانية عام 2019 هزيمته في إقليم ننغرهار في شرق البلاد.
لكنه أظهر أنه ما زال يملك القدرة على تنفيذ هجمات في المدن بما في ذلك في كابول.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse