كانت هذه الأرض الحبيسة التي تربط بين شرق آسيا وغربها وجنوبها ووسطها موطنا للعديد من الممالك والحضارات القديمة، فضلا عن كونها ساحة للحروب والصراعات منذ القدم وحتى الأزمنة الحديثة.
يعيش في أفغانستان عرقيات مختلفة ومن أبرزها البشتون والطاجيك والأوزبك والهزارة والتركمان ويتحدثون عدة لغات، من أبرزها الفارسية الدرية والبشتونية والأوزبكية فضلا عن التركمانية والأوردية والإنجليزية والبلوشية والعربية وغيرها.
موقع أفغانستان الجغرافي جعل البلاد في حالة حرب دائمة؛ فهي تقع على “طريق الحرير”، وهو مصطلح يستخدم لوصف الطريق الذي يصل أوروبا بالهند.
كانت البلاد هدفا لكثير من الشعوب الغازية والفاتحين منذ عهد المقدونيين القدماء تحت حكم الإسكندر الأكبر، ومرورا بالفتوحات الإسلامية وحكم المغول وغيرهم.
ارتبطت مدينة أراشوسيا في قندهار -التي يعتقد بعض الباحثين أن اسمها مشتق من الإسكندرية نسبة للإسكندر المقدوني- بحملة القائد التاريخي تجاه الهند.
كانت أفغانستان منبعا للعديد من الممالك، مثل مملكة باكتريا الإغريقية، والكوشانيين، والهياطلة السامانيين، والغزنويين التيموريين، وممالك أخرى ظهرت في أفغانستان، فشكلت دولا عظمى هيمنت على جيرانها من الممالك الأخرى.
وقعت الحرب الإنجليزية الأفغانية بين الراج البريطاني (الاستعمار البريطاني لشبه القارة الهندية) وإمارة أفغانستان من عام 1878 حتى عام 1880، بدأت بالغزو البريطاني عام 1878 حيث أجبر الأمير شير علي خان للهروب في حين وقع خليفته محمد يعقوب خان معاهدة غانداماك للسلام مع البريطانيين، لكن سرعان ما اشتعلت جذوة الحرب وتنازل يعقوب عن السلطة في سياق ما كان يعرف باللعبة الكبرى بين الإمبراطوريتين البريطانية والروسية.
وكانت الحملة الثانية عام 1880 حيث هزم البريطانيون أيوب خان، واختاروا أميرا هو عبد الرحمن خان الذي وقع مجددا على معاهدة غاندماك، وتلا ذلك الحرب البريطانية الأفغانية الثالثة عام 1919 التي استقلت فيها البلاد وسيطر الأفغان بعدها على شؤونهم الخارجية، واعترفت بريطانيا بأفغانستان دولة مستقلة قبل اعترافها بالهند وباكستان.
الأفغان شعب معروف في التاريخ الإسلامي من الشعوب الآرية (أخوة الفرس والأكراد والطاجيك)، وصفهم عدد كبير من المؤرخين بالقوة والبأس الشديد، ومن بينهم الرحالة ابن بطوطة عند زيارته مدينة كابل وما جاورها.
وفي الجزء الثالث من كتابه “رحلة ابن بطوطة”، يقول ابن بطوطة عن كابل “ثم سافرنا إلى كابل وكانت فيما سلف مدينة عظيمة، وبها الآن قرية يسكنها طائفة من الأعاجم يقال لهم الأفغان، ولهم جبال وشعا، وشوكة قوية، وأكثرهم قطّاع الطريق، وجبلهم الكبير يسمى كوه سليمان، ويذكر أن نبي الله سليمان عليه السلام صعد ذلك الجبل، فنظر إلى أرض الهند وهي مظلمة فرجع ولم يدخلها فسمي الجبل به، وفيه يسكن ملك الأفغان”.