قُتل أربعة فلسطينيين على الأقل صباح الإثنين في مواجهات مع القوات الإسرائيلية في مخيم جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة، وفق مصادر رسمية وشهود.
ودانت الرئاسة الفلسطينية العملية الإسرائيلية في المخيم ووصفتها بأنها “جريمة بشعة”.
شاركت وحدة من قوات حرس الحدود الإسرائيلية باكرا صباح الإثنين في عملية في جنين للقبض على فلسطيني تتهمه قوات حرس الحدود بالضلوع في أنشطة وصفتها بأنها “إرهابية” قبل أن تتعرض هذه القوات لإطلاق النار عليها، وفق بيان صادر عنها.
وأوضحت القوات أن وحدتها “تعرضت لإطلاق نار كثيف عن مسافة قريبة ومن قبل عدد كبير (من الأشخاص). وردت على الإرهابيين وحيّدتهم … لم نسجل ضحايا في صفوفنا”.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب مقتل “أربعة شهداء برصاص الاحتلال في جنين فجر اليوم”.
وشاهد مصور في وكالة فرانس برس جثتين في مشرحة مستشفى جنين، عرفت عنهما الوزارة أنهما عائدتان لكل من صالح عمار (19 عاما) ورائد أبو سيف (21 عاما).
فيما أفاد شهود في المستشفى أن القوات الإسرائيلية احتفظت بجثتي شابين آخرين هما على ما أعلنت وزارة الصحة نور الدين جرار وأمجد حسينية.
وأكد متحدث باسم القوات الإسرائيلية لوكالة فرانس برس أن الوحدة احتفظت بجثتي القتيلين الفلسطينيين.
– “جريمة نكراء” –
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) “نعبر عن غضب واستنكار الرئاسة الشديدين لهذه الجريمة النكراء”.
وأكد أبو ردينة أن استمرار “هذه السياسة الإسرائيلية سيؤدي إلى انفجار الأوضاع وإلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار”.
وحمّل أبو ردينة “حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد وتداعياته”.
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الحادثة بأنها “مجزرة بشعة” منوهة إلى أنها تتابع مع الجهات المختصة “تفاصيل وحيثيات الجريمة البشعة توطئة لرفعها للجنائية الدولية”.
وقعت عدة اشتباكات في الأسابيع الأخيرة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في شمال الضفة الغربية وخصوصا في جنين وقرية بيتا.
وأعلن الأربعاء عن وفاة الشاب ضياء الدين الصباريني (25 عاما) الذي أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي قبلها بأسبوع في جنين.
وشهدت جنين أوائل آب/أغسطس الحالي مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي الذي دخل المدينة لتنفيذ اعتقالات.
وأصيب خلال تلك المواجهات ستة أشخاص بالرصاص الإسرائيلي ووصفت حينها حالة الصباريني بالخطيرة.
وفي حزيران/يونيو الماضي أعلن في المدينة ذاتها عن مقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم اثنان من قوات الأمن الفلسطينية.
وكثيرا ما تقع مواجهات بين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي عندما يدخل الجيش الاراضي الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية لتنفيذ عمليات اعتقال.
وتعتبر قرية بيتا التي تضم 16 الف نسمة نقطة اشتعال بين الجانبين إذ تشهد منذ أيار/مايو مواجهات شبه يومية، خصوصا في ساعات المساء احتجاجا على بؤرة استيطانية اسرائيلية اقامها مستوطنون على سفح جبل من أراضي القرية.
ويتولى جنود إسرائيليون حماية بيوت متنقلة في مستوطنة أفيتار العشوائية أخلاها مستوطنون في أوائل تموز/يوليو بانتظار حسم وزارة الدفاع الإسرائيلية مسألة تصنيف هذه الأراضي.
وقتل على إثر هذه الاحتجاجات العديد من الفلسطينيين وأصيب مئات بجروح.
وتعتبر جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967 غير شرعية بحسب القانون الدولي. ويعيش نحو 475 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية التي يقطنها أكثر من 2,8 مليون فلسطيني.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse