بيروت (رويترز) –
ألغت فرقة هولندية حفلها المدرج ضمن برنامج مهرجان موسيقي كبير في لبنان هذا الأسبوع تضامنا مع إلغاء حفل لفرقة (مشروع ليلى) اللبنانية وإعلاء لحرية التعبير.
وكانت لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية أعلنت الأسبوع الماضي اضطرارها لإلغاء حفل فرقة (مشروع ليلى) وذلك ”منعا لإراقة الدماء“ بعد احتجاجات من زعماء كنيسة اتهموا الفرقة بالتجديف.
وقدمت فرقة (مشروع ليلى) عروضا في مختلف أنحاء لبنان في السنوات القليلة الماضية بينهما حفلان في مدينة جبيل الأثرية إلا أن خطط إقامة حفل للفرقة يوم التاسع من أغسطس آب ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية بالمدينة ذاتها قوبلت بحملة عدائية على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف وقف العرض بالقوة بما في ذلك جماعة يطلق عليها اسم ”جنود الرب“.
واختارت فرقة (ويذن تيمبتيشن) الهولندية الإعلان عن إلغاء حفلها في السابع من أغسطس آب عبر منشور على صفحتها بموقع فيسبوك قالت فيه إن القرار جاء بعد اكتشافها أن هناك حفلا لمشروع ليلى قد تم سحبه من المهرجان لأسباب أمنية وتهديدات عنيفة.
وأضاف المنشور ”بصرف النظر عن حقيقة أن السلطات اللبنانية في هذه اللحظة غير قادرة على توفير الأمان للفنانين ليعملوا بسلام فقد قررنا إلغاء حفلنا في جبيل تضامنا مع مشروع ليلى ودعما للتسامح وحرية الكلام والتعبير“.
وأكدت لجنة مهرجانات بيبلوس أنها أُبلغت بإلغاء الحفل وأبدت أسفها لهذا القرار. وناشدت في بيان أصدرته يوم الأحد ”المجتمع الداعم“ لها بالوقوف إلى جانبها والحفاظ على حرية التعبير والفن والموسيقى.
وقالت اللجنة ”إن أمن فنانينا والجمهور أولوية قصوى بالنسبة لنا“، وختمت بيانها بالقول ”لن نسكت أبدا“.
وفرقة (ويذن تيمبتيشن) هي فرقة ميتال هولندية تأسست عام 1996 على يد عازف الجيتار الهولندي روبرت ويسترهولت والمغنية الهولندية شارون دين آدل التي تعتبر المغنية الرئيسية في الفرقة بوصفها أيضا مؤلفة كلمات الأغنيات.
وذكرت الفرقة اللبنانية التي يجاهر أحد أعضائها بمثليته الجنسية والتي تقدم عروضا في مدن كبرى بجميع أنحاء العالم أنها هدف لحملة تشهير في لبنان بهدف النيل من حرية التعبير.
وانتقد ناشطون الضغوط لإلغاء الحفل كجزء من الهجمات المتزايدة على حرية التعبير والجماعات المهمشة في لبنان.
وعلى مدى العقد الماضي أثارت أغاني (مشروع ليلى) جدلا في المنطقة من خلال كلمات تتناول الاضطهاد والطبقية والطائفية ورهاب المثلية والمساواة بين الجنسين.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية دعا زعماء كنسيون لإلغاء الحفل متهمين أغاني (مشروع ليلى) بانتهاك القيم الدينية.
وقال الموسيقيون اللبنانيون الذين كانوا قد شاركوا مرتين في مهرجانات بيبلوس في السنوات الماضية إنهم هدف لحملة تشويه.
وقالت الفرقة في بيان ”هدفنا الارتقاء بالفن وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية… مع التأكيد على احترامنا للأديان ورموزها كافة“.
وانتقدت منظمة العفو الدولية السلطات اللبنانية لعدم توفير الحماية للفرقة. ودعت جماعات حقوقية لتحرك قانوني ضد من يحرضون على الكراهية في لبنان.