بقلم فرانشيسكو فونتيماجي وأيشواريا كومار
يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء القادة الهنود في نيودلهي للتباحث في المخاوف المشتركة بشأن أفغانستان والصين، مؤكداً بذلك الدور الأساسي الذي تلعبه الهند كحليفة للولايات المتحدة.
وقال بلينكن صباح الأربعاء في العاصمة الهندية التي تشهد أمطاراً موسمية، إن “العلاقة بين بلدينا هي إحدى (العلاقات) الأهمّ في العالم”.
في أول زيارة له إلى الهند بصفته وزير خارجية الولايات المتحدة، سيلتقي بلينكن الأربعاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي ووزير الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار قبل توجّهه إلى الكويت.
تهدف هذه الزيارة التي لا تتجاوز مدّتها 24 ساعة، رغم المخاوف المرتبطة بكوفيد-19، إلى التأكيد على أن تقارب العلاقات بين القوتين المستمر منذ سنوات خصوصاً مقابل تنامي نفوذ الصين، يتجاوز تعاقب الإدارات في واشنطن.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية مكلف شؤون المنطقة دين تومسون إن العلاقة “مع الهند هي علاقة قوية تواصلت مع حكومات من كافة الألوان في الولايات المتحدة وستستمرّ في ذلك”.
بعبارة أخرى، ستبقى الروابط مع الهند من الجانب الأميركي، في عهد الرئيس جو بايدن كما كانت أثناء ولاية سلفه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الذي غالباً ما اتُهم بالتغاضي عن بعض تجاوزات ناريندرا مودي.
وأثار بلينكن منذ البداية مسألة حقوق الإنسان، في وقت تستخدم نيودلهي بشكل متزايد قوانين مكافحة الإرهاب لتكثيف التوقيفات وبحسب منتقدي حكومة مودي، إسكات معارضيه.
– “دور أكبر” –
رغم نفي رئيس الوزراء، إلا أن حكومته القومية الهندوسية متهمة أيضاً بتبني قانون تمييزي ضد الأقلية المسلمة التي يقدر عدد أفرادها في البلاد بنحو 170 مليوناً.
في خطوة رمزية، بدأ وزير الخارجية الأميركي زيارته إلى الهند بعقد حلقة نقاش مع المجتمع المدني وممثلي المجتمعات الدينية المختلفة. وشدّد على “الكرامة الإنسانية وتكافؤ الفرص ودولة القانون والحريات الأساسية بما فيها الحرية الدينية”.
وحذّر من “تراجع ديموقراطي” في العالم معتبراً أنه “من الضروري أن تواصل أول ديموقراطيتين في العالم دعم هذه الأفكار معا”.
لكن البلدين بحسب دين تومسون، لديهما “عدد لا يُحصى من المصالح المشتركة”.
والموضوع الأكثر إلحاحًا هو أفغانستان.
تأمل الإدارة الأميركية أن تشارك نيودلهي التي سبق أن أنفقت مليارات الدولارات في مشاريع تنموية في البلد الذي يشهد حرباً، بشكل ناشط في الجهود الرامية إلى إرساء الاستقرار فيه، في وقت تعهّد الرئيس الأميركي سحب كافة قوات بلاده بحلول الذكرى العشرين لاعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
أوضح مايكل كوغلمان من مركز ويلسون الأميركي للبحوث لوكالة فرانس برس أن “معظم الجهات الفاعلة الإقليمية هي إما خصوم للولايات المتحدة أو شركاء صعبين. لذلك من المهمّ بالنسبة لواشنطن، رؤية الهند تلعب دوراً أكبر”.
– “تفوق استراتيجي” –
إلا أن الهند، إحدى الدول الداعمة للحكومة الأفغانية التي تحكم أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان قبل عشرين عاماً، تخشى عودة المتمردين إلى الحكم ما سيجعل من أفغانستان ملاذاً للمتطرفين المناهضين لنيودلهي.
ولا يمكن لواشنطن أن تعطيها ضمانات بعدما أقرّت بأن المتمردين لديهم “تفوق استراتيجي”.
كما يحصل في كل زيارة إلى آسيا، سيتضمّن جدول أعمال المحادثات الجهود الرامية إلى إنشاء تحالف ديموقراطيات مقابل “الحكم الاستبدادي” في الصين، وهي في صلب السياسة الخارجية للإدارة الأميركية.
لكن السلطات الهندية لديها أيضاً متطلبات وتأمل في أن تُبدي الإدارة الأميركية الجديدة دعماً صارماً لها كذلك الذي أظهرته إدارة ترامب أثناء المواجهات الدامية العام الماضي بين الهند والصين على حدودهما في منطقة الهيمالايا.
يرى براهما تشيلاني الأستاذ في مركز أبحاث السياسات الهندي ومقرّه نيودلهي، أن “في حال تردّدت الولايات المتحدة برئاسة بايدن في دعم الهند علناً ضد الصين، كيف يمكن أن يأملوا في أن تعمل الهند مع الولايات المتحدة للتصدي للصين؟ يجب أن تكون هناك معاملة بالمثل”.
وستتناول المحادثات في نيودلهي أيضاً الجهود المشتركة لإنتاج لقاحات مضادة لفيروس كورونا والتغيّر المناخي.
#التغيير_بلس #tgrplus