من ينقذنا من هذه البداوة؟

كتب الشاعر والأديب العراقي جمال جاسم أمين على صفحته في الفيسبوك

لا شماتة !
و أنا أمرّ على مقهى شعبي بتخوت خشبية قديمة يجلس عليها معلمون و مدرسون تقاعدوا ، أعرف أغلبهم .. ضاقت بهم البيوت فقرروا ان يخرجوا كل صباح الى هذه المقاهي .. تذكرت أن هؤلاء جميعا سافروا في سبعينات القرن الماضي الى أغلب دول اوربا ! ثم عادوا بصور ملونة و بعض الهدايا دون أية مراجعة لحياتهم التي كانت تستحق التغيير او التحسين على أقل تقدير .. إعتبروا ما هم يه أمر طبيعي وحتى عندما ينتكس فهو قدرهم لا غير ! هؤلاء القدريون حاربوا كل تغيير بدعوى الحفاظ على العادات و التقاليد .. تواطؤوا مع رجل الدين .. تشبهوا بالريفي رجل القبيلة .. تناسوا أنهم ( نخبة ) لأن هذا الدور مكلف .. و التغاضي أسهل .. تغاضوا حتى واجهوا مصيرهم ..

شيوخ في مقهى شعبي بلا اية رعاية .. في آخر العمر .. بينما المتقاعدون في دول أخرى يرفلون بكل الخدمات .. باصات خاصة .. و برامج تسلية .. و امتيازات خرافية تمثل مكافأة آخر التعب ..الان نحن في أعقابهم .. نتنازل عن حياتنا لننتهي الى المصير ذاته ! لا شماتة طبعا .. لكن كم نحتاج من اليقظة قبل فوات آخر عربة من قطار العمر .. قبل آخر تلويحة وداع .. لن ننتبه لأن خيول الايدلوجيات تحوطنا من كل جانب .. و الحرية خائفة ! أنثى .. تخيفها كلمة : غشاء ! حياتها في البكارة !! و الحرس بدو أجلاف .. من ينقذنا من هذه البداوة ؟