كتب الصحافي الرياضي المرموق علي رياح في صفحته على الفيسبوك:
بالصدفة وحدها .. عثرت اليوم على هذا المقال الذي نشرته في صحيفة (العـرب) القطرية نهاية عام 2007 .. أعيد نشره هنا لمقتضى المناسبة ..
واتساءل : هل كانت قسوتنا شديدة بحق من أسهم ذات يوم في صناعة الفرح لنا!
* * *
اختـفى البـطــل .. وظـهـر الفـيلـسـوف!
* * *
توارى جورفان فييرا عن واجهة الحدث ، ولاذ بالصمت ، واكتفى بعزلته (المغربية) بمجرد أن وضع العراق على قمة الهرم الكروي الآسيوي ، لكنه عاد قبل أيام في لبوس الفيلسوف الصادق الذي لا يخشى أن يمسك بالحقائق ويُقلـّبها من أوجهها المختلفة التي يراها هو أو غيره ، متوسداً هذا القدر الكبير من الإنسانية العميقة التي ربطته بأبطال آسيا نجوم المنتخب العراقي ..
ظهر فييرا على القناة الرياضية المغربية كي يقدم ملامح أخرى عن الشخص الذي عرفناه بوصفه صانع الإنجاز ، وعرفه العالم بوصفه شريك العراقيين في مأثرة توحيدهم على قلب واحد ، وعلى حدث واحد ، وعلى فرحة واحدة!
بالصدفة وحدها .. عثرت اليوم على هذا المقال الذي نشرته في صحيفة (العـرب) القطرية نهاية عام 2007 .. أعيد نشره هنا لمقتضى المناسبة ..
واتساءل : هل كانت قسوتنا شديدة بحق من أسهم ذات يوم في صناعة الفرح لنا!
* * *
اختـفى البـطــل .. وظـهـر الفـيلـسـوف!
* * *
توارى جورفان فييرا عن واجهة الحدث ، ولاذ بالصمت ، واكتفى بعزلته (المغربية) بمجرد أن وضع العراق على قمة الهرم الكروي الآسيوي ، لكنه عاد قبل أيام في لبوس الفيلسوف الصادق الذي لا يخشى أن يمسك بالحقائق ويُقلـّبها من أوجهها المختلفة التي يراها هو أو غيره ، متوسداً هذا القدر الكبير من الإنسانية العميقة التي ربطته بأبطال آسيا نجوم المنتخب العراقي ..
ظهر فييرا على القناة الرياضية المغربية كي يقدم ملامح أخرى عن الشخص الذي عرفناه بوصفه صانع الإنجاز ، وعرفه العالم بوصفه شريك العراقيين في مأثرة توحيدهم على قلب واحد ، وعلى حدث واحد ، وعلى فرحة واحدة!
* * *
فييرا الذي يعيش في ربوع المغرب الساحر والذي منحه العراق جواز سفر دبلوماسياً يمكن أن يصل به إلى أية نقطة قصيّة على وجه البسيطة ، ما زال يحن إلى منتخب العراق وإلى لاعبيه والى تلك الأيام التي عاش فيها المخاض العسير الذي أفضى إلى فرحة تاريخية ..
قال فييرا (حين قرأت العقد الذي يربطني بالمنتخب العراقي في الأردن ، لم أتوقف كثيراً عند مُرتبي ، لكني كنت مصراً على معرفة حجم الحوافز والمكافآت التي كنت سأنالها لو حصلنا على البطولة ، ويومها رد عليَّ حسين سعيد رئيس إتحاد الكرة العراقي وقال نحن لا نريد سوى إجتياز الدور الأول ، وقد كشفت لي الإجابة ذلك المدى الذي كان يفكر فيه السيد سعيد في مقابل ما كنت أتطلع إليه وهو أكبر وأبعد بكثير)!
ولكن لماذا ذهب المنتخب العراقي بعيداً في البطولة حتى تحول إلى (ظاهرة) مبهرة في كرة القدم ؟!
يقول فييرا : هل أبالغ أو أكذب إذا قلت إن كرة القدم توحد العرقيين .. تخيل أن اللاعبين يشكلون أطيافاً متنوعة لا تجدها في أي منتخب آخر في الدنيا ـ لكنهم كانوا يجلسون معا وكنا معهم نبدي التعاطف بل ونبكي حين كان يأتي كل يوم تقريباً خبر عن مقتل أو إصابة قريب للاعب أو مدرب أو إداري أو معالج في الفريق .. كان اللاعبون يهيمون عشقاً ببلدهم كلما تواترت الأخبار عن مجزرة يفقدون فيها أحبتهم .. كانوا يزدادون تلاحماً .. وفي مناخ كهذا ، ماذا بوسع المدرب أن يدّخر ، ألا يجد ذلك سبباً لأن يتعلق بهذا البلد كما يتعلق به أهلوه ؟!)
* * *
وتتحدث زوجة فييرا في البرنامج نفسه ، وتقول : (لقد تغير زوجي كثيراً بعد العمل مع المنتخب العراقي .. صار يقرأ عن العراق ويتبحر كثيراً في القيم الإسلامية التي تدعو إلى السماحة والسلام والعفو وحب الخير .. نعم تغير زوجي كثيراً .. حتى أنني كنت أخشى أن يقرر بقاءنا نهائياً في العراق ) ..
عاطفة متدفقة أظهرتها الأسرة الصغيرة لفييرا .. والرجل لم يكن مغالياً حين قال .. (بعد الدور الأول من البطولة كان الجميع في المنتخب يتمنى مواجهة المنتخب الياباني أو الكوري في النهائي ، لأن ذلك أهون بكثير من أن يكون النهائي عربياً ، ولا داعي لذكر الأسباب ، أما أنا فكنت أتمنى أن نلعب النهائي أمام السعودية ، وكانت لدي أسبابي الخاصة !)
أسبابه ربما تتعلق بالتجربة المريرة في السعودية وقد تحول هناك إلى عاطل عن التدريب قبل أن يتسلـّم زمام المنتخب العراقي .. لكن ما لا يمكن تفسيره الآن أن يعود فييرا إلى زاويته البيتية الضيقة من دون أن يرتبط بفريق آخر وهو الذي بلغ كل المجد الآسيوي .. هل هو عزوف المنتخبات والأندية عنه ؟! هل هو الحنين مجدداً إلى المنتخب العراقي وإنتظار فرصة ما؟ أم أنه الاكتفاء التام من الكرة بعد ما صار بطلاً في نظر الناس ولا حاجة به إلى الترجّـل عن صهوة الانجاز ؟!