عدوية الهلالي*
اعلنت وزارة التربية ،عن ان نسبة النجاح للمرحلة المتوسطة لهذا العام بلغت 34,69 اي انها اعلى من العام الماضي ، بينما تؤكد احصائيات اخرى بنيت على اساس ماقدمته مديريات التربيات في مختلف المحافظات من نسب متدنية ان نسبة النجاح لم تتجاوز 23 % وان نسبة النجاح في احدى المدارس الاهلية بلغ 0% مايدل على ان التعليم في العراق يشهد كارثة حقيقية ولابد من ابداء محاولات جادة لانقاذه …
تساؤلات مشروعة
” هل اصبح اولادنا أقل ذكاء مما كانوا عليه في العام الماضي ؟” تبادر هذا التساؤل الى اذهان اغلب اولياء امور الطلبة كما قال علي محمود / والد احد الطلبة المكملين في مادة الرياضيات مضيفا ان تدني نسب النجاح يؤكد وجود عملية تجهيل ممنهجة للجيل المقبل فليس من المعقول ان يفشل مايقارب 77% من الطلبة في اجتياز امتحانات الثالث المتوسط بينما نجحوا وتفوق اغلبهم في امتحانات السادس الابتدائي ، معاودا التساؤل بدوره :” هل انخفض مستوى ذكائهم ام ان هنالك من يعمل على تدمير مستوى التعليم في العراق ؟!”
اما سعد الموسوي / مدير مدرسة فيرى ان احد اهم اسباب انخفاض نسب النجاح هو الازدواج في الدوام اذ ان العديد من المدارس فيها دوام ثلاثي فضلا عن العدد الكبير للطلبة ما يعرقل اداء المدرس عند تقديم محاضرته فضلا عن الفوضى التي يعيشها الطالب وعدم شعوره وعائلته بالمسؤولية وعدم التحضير اليومي وانشغال الطالب بالالعاب الاكترونية ولدى محاسبته من قبل المدرس ربما يواجه المدرس تهديدات عشائرية او حزبية مايجعل من الطالب سيفا مسلطا على الادارة والمدرسين ، مشيرا الى وجود اسباب اخرى تتعلق بعدم وجود اجهزة تكييف وتهوية في الصفوف التي يصل عدد طلابها احيانا الى 70 طالبا ، لذا يتطلب الامر تهيئة الاجواء المناسبة للمدرس ليقوم بواجباته بالشكل الامثل ليتسنى للجهات التربوية محاسبته عندما تكون النتائج غير مرضية ..
في الوقت الذي يؤكد الكاتب رافع القبطان على ضرورة حدوث تغيير جذري في وزارة التربية برمتها فهي وحدها من تتحمل هذا الفشل الذريع فحتى لو كان العراق يمر بظروف استثنائية ، الا ان على وزارة التربية ان تتولى عملية اصلاح التعليم واستعادة هيبته ..
مجلس أعلى للتعليم
قبل أشهر ، نبهت عضو مجلس النواب الدكتور اقبال عبد الحسين الى ان نتائج النجاح في امتحانات نصف السنة لهذا العام ستكون مخيبة للآمال محذرة من تدني مستواها في الامتحانات النهائية وهو ماحدث فعلا وماتعلق عليه النائب عبد الحسين بقولها ان صعوبة المناهج هي السبب اضافة الى السياسة السلبية والخاطئة لوزارة التربية بعدم اهتمامها برصانة العملية التربوية وتغطية فشلها المستمر بمنحها دورا ثالثا للطلبة وبالتالي خروج العراق سنويا من تصنيف جودة التعليم بدلا من التقدم فيه ، مبينة بأن المناهج التي سعت وزارة التربية الى تغييرها ادت الى تحطيم العملية التربوية بشكل كامل وأثرت على طريقة تفكير الطلبة وزادت من نسبة التسرب لديهم مطالبة وزارة التربية بالتحقيق في اسباب تدني نسبة النجاح واعادة النظر بالمناهج التربوية ….
من جهته ، يرى الباحث وعضو شبكة النبأ المعلوماتية الدكتور مصطفى الناجي ان مشكلة التعليم مركبة وحلها لايأتي عن طريق اجراء احادي الجانب فالمناهج الدراسية مرتبطة بنوع المعلم وبكفاءة القيادات الادارية ومن ثم بابعادها عن وحش الفساد ، وبالابنية المدرسية وهذه الاخيرة مرتبطة بعامل التمويل كذلك الحال بالنسبة لمشكلة التعليم الاهلي ومخرجاته وقلة الرقابة والمتابعة وكل ذلك مرتبط بالحكومة والبرلمان وقبل ذلك مرتبط بثقافة اجتماعية لاتعمل على النجاح وتحفيز الطلبة ، ويرى الناجي الحل في انشاء ( مجلس او هيئة ) عليا للتعليم برئاسة رئيس الوزراء وعضوية الوزارات المعنية وخبراء من التعليم حصرا تاخذ على عاتقها اعداد مشروع وطني متكامل يتضمن منهاجا او برنامج تعليم لمدة (12) عاما ..ويكون هذا المجلس بعيدا عن اية تاثيرات حزبية ويأخذ على عاتقه الاشراف على تنفيذ الاستراتيجية بشكل كامل ..
ويؤيد الكاتب حسن النصار ماسبق بقوله ان الاحصائيات الاخيرة لمنظمة الامم المتحدة تؤكد ان هنالك مايقرب من 6 ملايين أمي في العراق ، مشيرا الى ان الامية لها مضاعفات هي البطالة والتشرد والتسول وضياع الشباب وشعورهم بالاحباط والعزلة والهامشية متساءلا ان كانت الاحزاب الدينية الحاكمة تعي حجم الكارثة ومضاعفاتها داعيا وزارة التربية الى ان تكون خارج اطر المحاصصة السياسية والطائفية والنظر برؤية انسانية لمحو الامية والتأهيل للحياة بمستجداتها ..
فيما يعزو الكاتب حيدر جبر الحميداوي الاسباب الرئيسية والمهمة لتدني مستوى النجاح لهذا العام الى تغيير المناهج وتعقيدها فضلا عن المدارس الاهلية التي غزت العراق والدروس الخصوصية والمحسوبيات والضغوط التي يتبعها المدرسون للاسف لجعل الطالب يبحث عن أية طريقة لارضاء المدرس وخوف المدرس بالمقابل من الطلبة لتجنب المشاكل العشائرية.
*من وكالة أنباء “نينا”