انتخابات غير معروفة النتيجة في كاتالونيا في خضم ازمة كوفيد

بقلم دانيل بوسكه

يتوجه الناخبون في إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا الأحد إلى مراكز الاقتراع في خضم جائحة كوفيد-19 ، في انتخابات محلية يأمل رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز من خلالها إزاحة الانفصاليين عن الحكم بعد أكثر من ثلاث سنوات على محاولة انفصال فاشلة.

وإلى جانب نتائج الانتخابات المرتقبة جدا، يلف الغموض نسبة المشاركة التي يُتوقع أن تشهد تراجعا كبيرا بسبب الوضع الصحي الراهن في إسبانيا وهي من أكثر دول أوروبا تضررا من كوفيد-19 رغم تسجيل تحسن طفيف في الأيام الأخيرة.

وإثر تسجيل ارتفاع كبير في الإصابات جراء أعياد نهاية السنة، قررت حكومة كاتالونيا إرجاء الانتخابات إلى نهاية أيار/مايو إلا أن القضاء تدخل لإقامتها في موعدها الأساسي.

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش على أن تغلق في الساعة 17,00. لكن الساعة الأخيرة ستكون مكرسة للأشخاص المصابين بكوفيد-19 أو الموضوعين في الحجر الصحي وهو وضع استثنائي سيرغم المشرفين على هذه المراكز ارتداء بزات واقية.

وتتوقع استطلاعات الرأي أن تكون نسبة المشاركة أقل من 60 % في مقابل 80 % خلال الانتخابات السابقة في العام 2017.

وفي مؤشر إلى عدم ارتياح في صفوف الناجبين البالغ عددهم 5,5 ملايين تقريبا، تقدم 35600 من أصل 82 ألفا اختيروا للإشراف على حسن سير العملية الانتخابية بطلب لأعفائهم من هذه المهمة. ورغم الموافقة على 23 ألف طلب، أكدت السلطات أن ذلك لن يؤثر على سير الاقتراع.

– معركة ثلاثية –
ويزيد التراجع في نسبة المشاركة من عدم اليقين على صعيد نتائج الانتخابات إذ أن استطلاعات الرأي تظهر نتائج متقاربة جدا (20 %) بين ثلاثة أحزاب هي الحزبان الانفصاليان الرئيسيان في كاتالونيا “معا من أجل كاتالونيا” واليسار الجمهوري في كاتالونيا اللذان يشكلان الحكومة الراهنة والحزب الاشتراكي الكاتالوني وهو فرع من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بزعامة رئيس الحكومة المركزية بيدرو سانشيز.

وتنظم هذه الانتخابات بعد أكثر من ثلاث سنوات بقليل على فشل محاولة انفصال إثر تنظيم استفتاء في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2017 حول تقرير المصير منعه القضاء وأسفر عن تدخلات عنيفة للشرطة.

ولا يزال رئيس الحكومة الكاتالونية في تلك الفترة كارليس بوتشيمون يعيش في المنفى في بلجيكا فيما حكم على تسعة من القادة الانفصاليين عام 2019 بالسجن لفترات تراوح بين تسع سنوات و13.

ويبدو رئيس الحكومة المركزية بيدرو سانشيز مصمما على انهاء هيمنة الانفصاليين على السلطة في برشلونة. وقد استعان بوزير الصحة السابق والشخصية الرئيسية في مكافحة كوفيد-19 في إسبانيا سلفادرو إيا لقيادة الاشتراكيين في هذه المعركة.

وقد تدخل شخصيا في الحملة مشاركا في اجتماعات انتخابية عدة مع أن فشل إيا قد يحسب فشلا عليه.

وحتى لو فاز الاشتراكيون بالعدد الأكبر من الأصوات فهم سيحتاجون إلى شركاء للوصول إلى الغالبية المطلقة المتمثلة بـ68 نائبا من أصل 135 في البرلمان المحلي وعليهم في سبيل ذلك كسر الكتلة الانفصالية.

وهم يعولون على اليسار الجمهوري في كاتالونيا الحزب المنفتح على الحوار مع مدريد والذي سمح دعمه لحكومة سانشيز المركزية بتمرير برنامجها في البرلمان.

إلا أن هذا الحزب و”معا من أجل كاتالونيا” وثلاثة أحزاب صغيرة أخرى التزمت خطيا خلال هذا الأسبوع عدم المساهمة “بأي شكل من الأشكال” في تشكيل حكومة مع إيا.

ويعني ذلك أن فوز الاشتراكيين الأحد قد لا يكون له أي مفاعيل إذ يرجح محللون بقاء الائتلاف الحالي في الحكم وهو مؤلف من حزب “معا من أجل كاتالونيا” الذي يعتمد نهجا متشددا حيال مدريد وحزب اليسار الجمهوري.

المصدر: © AFP