سمير داود حنوش
عاشت حكومتنا الرشيدة على قراراتها ومقرراتها، وتحيا الورقة البيضاء, وندعو الله أن يحفظ حكومتنا من حسد الشعب وحقد الحاقدين ومن كل مكروه يُصيبها.
وأبشروا يافقراء العراق فالقادم خيراً حسب قرارات الحكومة الرشيدة حيث سيزداد الفقراء فقراً والجياع جوعاً والأغنياء فُحشاً. ولنذهب نحن فقراء العراق الى الجحيم.
الحكومة الرشيدة التي عجزت أن تُعاقب واحداً من اللصوص أو السُراق لجأت الى الإستقطاع من قوت المواطن حيث بات الفقير يُسدد ضريبة ماسرقه اللصوص والسُراق من قوت أطفاله وشيئاً فشيئاً بدأت سنوات الحصار العُجاف تعاود دورة حياتها وتلوح في الأفق بعد أن ظن الفقراء أنها قد رحلت مع رحيل النظام السابق.
في أيام الحرب (العراقية-الإيرانية) كان صدام حسين يقول للشعب (موتوا بيكم خير موتوا…فالشهداء أكرم منا جميعاً) فكانت أشلاء وجثث شباب العراق تتناثر مُحترقةً ومُمزقة في أرض المعركة في الوقت الذي كان فيه عدي وقصي أبناء القائد الضرورة يُقيمون حفلات الرقص والغناء ويُوتى لهم بالمشروبات الكحولية والراقصات بالطائرات.
الكاظمي اليوم يُريد إصلاحاً إقتصادياً لا يؤدي الى الفوضى ونسي أنه كان من الأجدر له أن يبدأ هذا الإصلاح من منظومته السياسية التي جاءت به الى السلطة ومن سكنة المنطقة الخضراء الذين إبتلت بهم البلاد والعباد ومن وزرائه وحكومته وحاشيته وجميع الطبقة السياسية التي نهبت وسرقت وأوصلت البلد إلى هذا الحال.
لكن الحكومة بدأت ماتدّعيه (إصلاح) بمعاقبة فقراء العراق وكادحيه وكأنها تريد أن تخبرهم بأن لا مكان لهم في هذه البقعة وإنه كان من الأفضل لهم لو كانوا لصوصاً أو سُراقاً.
الحكومة الرشيدة تُبشرنا بأيام عجاف قادمات من خلال ضرائب جديدة وغلاء فاحش وخفض للرواتب والقادم أسوأ, فعاشت الحكومة وليذهب فقراء العراق إلى حيثُ يذهبون فلن يرحمهم أيُّ راحم ولن يعطف عليهم أيُّ ماسك للسلطة, المهم أن يكون النظام السياسي محفوظاً بشرّه وشروره.
فقراء العراق سيبقون أسرى للفقر والجوع والحرمان ولن يتغير شيء من حياتهم بالرغم من تغير الأنظمة والأزمنة, فقراء العراق سيظلون فقراء ماداموا عراقيين مهما قالوا وفعلوا.. فعاشت الحكومة.. وليسقط فقراء العراق.. وهلهولة للشعب الصابر.