جائزة “الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي” تتوّج الفائزين في نسختها السادسة

أسدل الستار الأحد على فعاليات جائزة “الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي” في نسختها السادسة، بتتويج الفائزين في هذه الدورة التي شهدت تنافسا محموما بين أكثر من 300 مشاركة، تمثل أفرادا ومؤسسات معنية بالترجمة من 42 دولة عربية وأجنبية.

والجائزة العالمية التي أطلقت عام 2015، يشرف عليها مجلس أمناء، ولجنة تسيير، ولجان تحكيم مستقلة، لتكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، ومكافأة التميز والإبداع وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين الثقافة العربية وبقية ثقافات العالم، عبر فعاليات الترجمة والتعريب وترسيخ القيم السامية وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح، وتقدير من أسهم في نشر ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي، أفرادا ومؤسسات.

كما تشجّع الجائزة على رفع مستوى الترجمة والتعريب على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية، وإغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمي بإبداعات الثقافة العربية والإسلامية.

ويشرف على الجائزة مجلس أمناء مؤلف من 5 إلى 10 أعضاء. ويقدم المجلس النصح والمشورة، ويسهم في اختيار اللغات الأجنبية المخصصة للجائزة كل عام، ويشارك في تقويم الأداء الإداري والعلمي للجائزة.

وتبلغ قيمة الجائزة مليوني دولار، وقد اعتمدت في دورتها السادسة لعام 2020 اللغة الفارسية لغة رئيسة ثانية بعد الإنجليزية، و5 لغات في فئات الإنجاز، لتكون فئات الجائزة لهذا الموسم هي:

الترجمة من العربية إلى الإنجليزية.
الترجمة من الإنجليزية إلى العربية.
الترجمة من العربية إلى الفارسية.
الترجمة من الفارسية إلى العربية.
جائزة الإنجاز في اللغتين الرئيستين الإنجليزية والفارسية.
فئات جوائز الإنجاز في ترجمات اللغات المختارة من العربية وإليها، وهي: لغة البشتو، والبنغالية والسويدية والكورية.
تتويج الفائزين
وفي حفل افتراضي لتتويج الفائزين، قال حسن النعمة أمين عام جائزة “الشيخ حمد” للترجمة إن الجائزة أصبحت معلَما حضاريا في الحقل الثقافي العالمي، إلا أنه بسبب الظروف التي يعيشها العالم جراء جائحة كورونا، لم يكن ممكنا الاحتفال بهذه المناسبة كما في السابق، “خاصة أننا قد بذلنا في هذه الدورة جهدا كبيرا لأجل تنويع حقول الترجمة”.

وفازت بالمرتبة الأولى في فئة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، حبيبة حسن، عن ترجمتها لكتاب “جمهورية الآداب في العصر الإسلامي الوسيط”، للكاتب محسن جاسم الموسوي، وحلَّ ثانيا محمد غاليم عن ترجمة كتاب “اللغة والوعي والثقافة” للكاتب راي جاكندوف، أما المركز الثالث فكان من نصيب هشام إبراهيم الخليفة عن ترجمته لـ”معجم أوكسفورد للتداولية”، للكاتب ليان هوانغ.

وفي فئة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، احتل المترجمان روبرت مايرز وندى صعب المركز الأول عن ترجمة مختارات من أعمال سعد الله ونوس، وإثر حجب المرتبة الثانية، حل جوناثان رايت ثالثا عن ترجمته رواية “فهرس” للكاتب سنان أنطون، وحل في المركز الثالث مكرر عادل بابكر عن ترجمة كتاب “منسي: إنسان نادر على طريقته” للروائي السوداني الراحل الطيب صالح.

أما في فئة الترجمة من الفارسية إلى العربية، ففاز حسن الصراف بالمركز الأول عن ترجمته لكتاب “الصحراء” لعلي شريعتي، وفي المركز الأول مكرر جاء مصطفى أحمد البكور عن ترجمته لكتاب “الزيدية في إيران” لمحمد كاظم رحمتي، وإثر حجب المركز الثاني، حلَّ ثالثا باسل أحمد أدناوي عن ترجمته لكتاب “تاريخ الأدب الفارسي” لأحمد تميم داري، وفي المركز الثالث مكرر حل صادق خورشا عن ترجمته لكتاب “من ماضي الأدب الإيراني” لعبد الحسين زرين كوب.

وإثر حجب المرتبة الأولى في فئة الترجمة من العربية إلى الفارسية، حلَّ ثانيا صادق دارابي عن ترجمته لرواية “دروز بلغراد” لربيع جابر، وفي المركز الثالث حلت أمل نبهاني عن ترجمتها لرواية “فرانكشتاين في بغداد” لأحمد سعداوي.

اعلان
أما جوائز الإنجاز، فكانت على التوالي من نصيب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وروجر آلان، وموسى بيدج، ويوسف بكار.

وبشأن جوائز الإنجاز في اللغات الفرعية، فاز كيم نيوونغ وو، وكيم جونغ أه في اللغة الكورية، وفي لغة الهاوسا فاز محمد الثاني عمر موسى، وفي البنغالية فاز عبد الله معروف محمد شاه عالم، وفي لغة البشتو فاز المركز الأفغاني للإعلام والدراسات.

وفي فئة المعاجم، فاز كل من نجفعلي ميرزايي، وعبد النبي القيم، وتحسين التاجي الفاروقي، بينما منحت الجائزة التشجيعية لدار فينيكس للنشر.

تلاقح حضاري
وأخذت الجائزة على عاتقها منذ عامها الأول تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها بأكثر من لغة، معتمدة لغة عالمية كل عام إلى جانب اللغة الإنجليزية، فاختيرت اللغة التركية في العام الأول، فالإسبانية في الثاني، فالفرنسية في الثالث، فالألمانية في الرابع، فالروسية في الخامس، ثم اللغة الفارسية في الدورة الحالية.

وعلى مرّ العصور في العالم الإسلامي، شكلت الترجمة بوابة لنقل المعرفة من العربية إلى اللغات الأخرى والعكس، ابتداء من بيت الحكمة ببغداد أيام الدولة العباسية وجهود الترجمة في مصر، وصولا إلى حضارة المسلمين في الأندلس.

وتهدف جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي أيضا إلى إحياء هذا الجهد العربي والإسلامي الذي تعثر خلال مراحل زمنية سابقة لأسباب متعددة، وتمكينه من كل محفزات الإنتاج والتميز، وفتح أبواب التلاقح الفكري على مختلف الإنتاجات الفكرية والأدبية لدى الآخر، وجعله قنطرة لمزيد من التواصل الإنساني.

وتطمح قطر، من خلال هذه الجائزة العالمية إلى تعزيز انفتاح ثقافات البلدان العربية والإسلامية على ثقافات بلدان العالم، وتبادل المعارف الإنسانية فيما بينها.

المصدر : الجزيرة