اكتشف علماء الآثار رسومات صخرية في غابات الأمازون في كولومبيا يعود تاريخها للعصر الجليدي، وهو ما قد يقود إلى فهم أفضل لتاريخ المنطقة وفقا للباحثين.
وفي تقرير نشرته صحيفة “التايمز” (The Times) البريطانية، تقول الكاتبة لوسيندا إليوت إن هذه المجموعة الاستثنائية التي تتشكّل من عشرات آلاف الرسومات عُثر عليها في منطقة “سيرانيا دي لا ليندوسا” بمحمية “شيريبيكيتي” الطبيعية في كولومبيا.
ومن المنتظر أن تقدم هذه الرسومات الممتدة على ما يقرب 8 أميال، والتي تظهر بعض الحيوانات المنقرضة، لمحة عن هذه الحضارة القديمة التي يُعتقد أنها كانت موجودة قبل 12500 عام.
ومن بين الحيوانات المرسومة في هذا الموقع الذي يبعد حوالي 400 كيلومتر جنوب العاصمة بوغوتا، حيوان “الماستودون” (Mastodon)، وهو أحد حيوانات ما قبل التاريخ، ويُعتقد أنه انقرض في قارة أميركا الجنوبية منذ 12 ألف عام.
ويرى عالم الآثار خوسيه إريارتي من جامعة إكستر البريطانية، أن الرسومات متقنة وتبدو واقعية إلى درجة أن ذلك يثير لديه بعض الشكوك حول عمرها.
وأضاف إريارتي الخبير بمنطقة الأمازون وتاريخ ما قبل كولومبوس، أن الرسومات تُظهر حيوان بالايولاما، وهو يشبه الجمل، والكسلان العملاق، وخيول العصر الجليدي.
فيلم وثائقي
تؤكد الكاتبة أن الباحثين عثروا على هذه الرسومات في 2019 ضمن مشروع بريطاني كولومبي ممول من مجلس البحوث الأوروبي، لكن الاكتشاف ظل سرا لأكثر من عام.
وقد حصل طاقم من المملكة المتحدة على حق التصوير في الموقع لإعداد فيلم وثائقي سيُعرض في وقت لاحق من الأسبوع الجاري على القناة الرابعة البريطانية بعنوان “لغز الغابة: ممالك الأمازون المفقودة”.
وقد استخدم المخرج البريطاني مايك سلي المتخصص في أفلام الحياة البرية، طائرة هليكوبتر لتصوير لقطات لمئات الرسومات التي اكتشفها الباحثون، كما تم تصوير بعض الرسومات في أعلى الجرف بطائرات مسيّرة.
اكتشاف مهم
يعتقد العلماء وفقا للأدلة الأثرية أن أول وجود بشري في غابات الأمازون حدث قبل فترة تتراوح بين 13 و11 ألف عام، والدليل الأهم الذي في هذا المجال هو كهف “بيدرا بينتادا” شمال البرازيل، والذي أظهرت الدراسات أن عمره يتراوح بين 11280 و10170 عاما.
أما في كولومبيا، فقد كانت الأبحاث الأثرية حول تاريخ المنطقة متوقفة منذ زمن طويلة بسبب النزاعات المسلحة بين الحكومة الكولومبية والمجموعات المتمردة، ولكن بعد الهدنة التي تم توقيعها عام 2016، أصبح الوصول إلى المنطقة أسهل بالنسبة للباحثين.
وتؤكد عالمة الآثار ومقدمة البرامج بالقناة الرابعة البريطانية، إيلا الشماحي، في تصريح لصحيفة “صنداي بوست” (The Sunday Post) أن “علماء الآثار يعتقدون أن هذا الاكتشاف قد يكون الأهم في مجال الفن الصخري بأميركا الجنوبية”.