كتب الصحافي عبد الجبار العتابي على صفحته في الفيسبوك:
اعلن مطربنا الكبير فاضل عواد اعتزال الغناء واللقاءات التلفزيونية والحفلات كافة ،مبررا ذلك بالخذلان الذي اصابه بعد الانتخابات حيث لم ينتخبه المواطنون ليكون نائبا في البرلمان من اجل ان يدافع عن حقوق الفنانين وغير ذلك ، ويمكن القول انني استغربت جدا هذا القرار وتوقفت ازاءه كثيرا خاصة السبب الذي ادى به الى اتخاذ القرار وكأنه يرى ان قيمة الانسان (نائبا في مجلس النواب العراقي) اكثر قيمة من كونه مطربا ،وهذا غير صحيح تماما.
لان المسيرة الحافلة لفاضل عواد اعظم من سيرة كل اعضاء البرلمان ،فهم لا يستمع لهم احد ان قرأوا ولا يعيد احد ما قالوه ولا يبقى منها في الذاكرة شيء ،بينما اغنيات فاضل عواد تركت اثارها في قلوب الناس ووشمت نفسها في ذواكرهم وهم يستأنسون بها ويستمتعون طوال الوقت ، ولا يمكن مقارنة روحية فاضل عواد بروحية اي نائب ،فالتجارب اثبتت لنا انهم (مضللون) وكل واحد منهم يمتلك (الف وجه وقناع) وانه يميل من ريح مكتسباته الشخصية والسياسية اينما تميل ، فيما عرفنا من التجارب ان فاضل عواد صريح ونظيف القلب واليد ، وهو كما هو بوجهه الذي نعرفه ، لم تؤثر فيه الشهرة ولم يصيبه الغرور وقد حفظت الناس اغنياته وصفقت له،اما كونه (زعلانا) من خيبه امله في الناس حين لم يتم انتخابه، فمن الممكن تبرير ذلك ان اغلب الناس لم تذهب الى الانتخابات احتجاجا على ألاعيب السياسيين.
ثم لا توجد مقارنة بين عدم انتخابه ومحبته ،فليس كل الناس تعرف انه رشح نفسه فضلا عن ان الكثيرين يرون في ذهاب الفنان الى السياسة اساءة له ،ولتاريخه الفني ، اما هدفه في الدفاع عن جقوق الفنانين في البرلمان فهذا امر غريب جدا ،لاننا نعرف ما جرى ويجري في البرلمان من التصدي لفعل الخير وخدمة الناس وليس فئة معينة منهم ، فالاحزاب لا تمنح الدكتور فاضل عواد ولا غيره الفرصة هذه لان المحاصصة والتكالب اعظم من محاولة خدمة ،بل ان وردنه ستذبل بين اشواك النواب ،ولا اعتقد ان فاضل عواد يستطيع ان يصمد طويلا امام التيارات المزاجية والانتهاكات والمصالح ،ويمكن التذكير بمحاولة الفنان سعدون جابر الذي رشح نفسه وسرعان ما انسحب لانه عرف انه سيخسر الكثير .
من هنا .. ارجو من الدكتور ،مطربنا الجميل، فاضل عواد ان لا يقارن نفسه بالبرلمانيين ولا يضع نفسه بينهم وليحتفظ بمسيرته الحافلة بيضاء ناصعة .