يسعى الشاب العراقي حيدر حسين إلى نشر الثقافة والمعرفة وإشاعة القراءة لدى أقرانه ومختلف الفئات العمرية؛ من خلال افتتاحه مكتبة “شاي وكتاب” في قضاء الخالص بمحافظة ديالى (شرق بغداد).
حسين (20 عاما) اتخذ من دراجته الهوائية وسيلة لإيصال الكتب إلى زبائن مكتبته، تحدث لـ”الجزيرة نت” عن بداية مشروعه، “مشروعي قام في بداية الأمر بصفحة على الفيس عام 2018 أسميتها (شاي وكتاب) فضلا عن تفعيل خدمة لتوصيل الكتب، وهي فكرة اقتبسها من رواية (فسحة للجنون) للأديب الراحل سعد محمد رحيم”.
وحكى تجربته للجزيرة نت قائلا “في بداية الامر قمت بتوصيل الكتب داخل محافظة ديالى؛ لكن بعدها التحقت بمصر لدراسة الهندسة البحرية، وكنت خائفا على المشروع، وبعد أقل من سنتين رجعت إلى الوطن، وجمعت بعض المال”.
تحديات
وأكمل حسين “افتتحت مكتبة شاي وكتاب بعد سنتين من العمل إضافة إلى ذلك كنت في مصر مستمرا في نشر ثقافة الكتب”.
يستذكر حسين الصعوبات، التي واجهت مشروعه في بداية الأمر، “للأسف الوضع متعب جدا، إذ في أول أسبوع لي لم أبع كتابا واحدا؛ لكن بعد ذلك تحسن الوضع بفضل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وبفضل الترويج أيضا حيث يطلب الناس الكتب، وأقوم بإيصالها داخل قضاء الخالص على دراجتي الهوائية رغم توفر وسائل النقل المتعددة وخارج قضاء الخالص بسعر مناسب”.
وعن أسعار الكتب، أشار حيدر إلى أنها “هي نفس أسعار الكتب الموجودة في شارع الثقافة (المتنبي)”.
وأقر حسين بأن “عدد القراء قليل جدا حيث أننا نحاول أن نخلق بيئة للقراءة”، لافتا إلى أن “ما رأيته خلال تجربتي أن البنات أكثر من الشباب طلبا لقراءة الكتب”.
ويطمح حسين إلى إطلاق مشاريع مستقبلية مثل “افتتاح أكبر مكتبة في العراق، ونشر كابينات للقراءة المجانية في كل محافظة”.
فيما يرى الشاب مصطفى سعيد (24 عاما) أن هكذا مشاريع تسهم في زيادة ونشر الثقافة والوعي لدى فئة الشباب أكثر، كذلك يعد هذا المشروع من المشاريع الشبابية الناجحة، والتي تقلل بشكل كبير من بطالة الشباب.
ويعتبر سعيد أن انتشار المكاتب في المناطق والشوارع الرئيسية ظاهرة صحية بعد أن كانت مقتصرة على أماكن معينة كشارع المتنبي والجوامع والمزارات الدينية.
يشار إلى أن شارع المتنبي، الذي يقع وسط العاصمة العراقية بغداد هو المصدر الرئيسي للكتب في العراق، حيث إن أسعار الكتب بعضها زهيد، وتصل إلى أقل من دولار واحد، فضلا عن كونه مركزا رئيسيا لطباعة الكتب واقامة الفعاليات الثقافية والاجتماعية.
مكتبة متنقلة
وفي تقرير سابق للجزيرة نت يقدم الشاب العراقي علي الموسوي لقرائه مكتبة متنقلة في بغداد، حيث يجوب أنحاء العاصمة العراقية بسيارة نقل صغيرة، تعلوها الكتب، وتظهر على جانبيها مرصوصة بإتقان.
استند الموسوي في ابتكاره فكرة المكتبة المتنقلة إلى مبدأ الصدمة، وأشار إلى أنه استغرق وقتا طويلا في التفكير بطريقة تلفت نظر الشارع، وتوصل إلى فكرة أن تتجول المكتبة في الشارع وتصل بنفسها إلى الناس، ولا تنتظرهم.
واعتبر أن فكرته حققت نجاحها الذي كان يرجوه؛ وقال للجزيرة نت “أعتبر مشروع المكتبة ناجحا؛ لأنها دائما تجمع الناس حولها، حتى في المناطق الفقيرة أو النائية، حيث يتجمع الناس؛ ليعرفوا على الأقل ما هذه السيارة العجيبة”.
ويأمل الشاب العشريني أن تستنسخ تجربته في مختلف المحافظات العراقية، رغم أن المكتبة -حسب قوله- مكلفة.
ويرى الشاعر والكاتب العراقي حمدان طاهر المالكي أن تجربة المكتبة المتنقلة وسيلة جيدة لترويج الكتاب، شريطة تسليط الضوء عليها، وقال للجزيرة نت “نحن نحتاج لعدة مكتبات متنقلة، وربما نحتاج إلى مئات منها؛ لكي نستطيع أن نلفت الانتباه للقراءة الواعية بمختلف مستوياتها وأذواقها”.