طالبان والحكومة الافغانية تواصلان محادثات السلام في قطر وسط خلافات عميقة بينهما

تواصل الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، اليوم الأحد (13 أيلول 2020)، محادثات السلام بينهما غداة يوم أول كشف وجود اختلافات عميقة في وجهات النظر بين الطرفين المتحاربين في أفغانستان التي تشهد حربا منذ نحو 19 عاماً.

وتبدو تحديات “الحوار الأفغاني” كثيرة من إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إلى تحديد طبيعة النظام والقدرة على التشارك في الحكم.

ومنذ الجلسة الافتتاحية، تقدّم كبير المفاوضين الأفغان عبد الله عبد الله بالمطلب الرئيس لكابول، أي وقف إنساني لإطلاق النار، لا يريده المتمردون لأن ذلك سيجردهم من أكبر نقطة قوة لديهم في المفاوضات.

ودعا المسؤول الحكومي المكلّف المفاوضات باسم كابول في كلمته الافتتاحية إلى “أن نوقف العنف وأن نتفق على وقف إطلاق نار في أسرع وقت ممكن. نريد وقف إطلاق نار انسانيا”، شاكرا لممثلي طالبان حضورهم.

لكن المسؤول في الحركة الملا عبد الغني برادر وأحد مؤسسيها لم يتبن موقفا مماثلا.وشدّد برادر أمام المجتمعين على أن أفغانستان يجب أن تكون بلدا مستقلا بنظام اسلامي، في ما قد يكون نقطة الخلاف الرئيسية خلال المحادثات.

وقال عبد الله إنه “من الممكن” أن توافق طالبان على وقف إطلاق النار مقابل عملية إطلاق سراح جديدة لسجناء من طالبان. وأشار إلى أن “الأمر متروك لفريق المفاوضين للعثور على العناصر التي يمكن أن تساعدنا في اغتنام الفرصة”.

وفي “بادرة حسن نية”، أعلنت طالبان الإفراج عن 22 جندياً أفغانياً بمناسبة بدء المحادثات، وفق المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد.

من جهته، قال المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد “نأمل في أن ينخفض العنف فوراً وأن يسري وقف لإطلاق نار، أو محادثات حول وقف إطلاق النار، وأن يتم التوصل في الختام إلى اتفاق حول خريطة طريق سياسية، ولكن ايضاً حول وقف إطلاق نار دائم”.

وكان المتفاوضون أقرّوا في الجلسة الافتتاحية في الفندق الفخم بالعاصمة القطرية بأن المحادثات ستكون طويلة ومعقدة.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في كلمته “سنواجه بلا شك العديد من التحديات في المحادثات خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة. تذكروا أنكم تعملون ليس فقط من أجل هذا الجيل من الأفغان بل ومن أجل الأجيال القادمة أيضا”.

وانطلقت المفاوضات بين الطرفين الخصمين بعد ستة أشهر من الموعد المقرر، بسبب خلافات بشأن صفقة تبادل أسرى مثيرة للجدل تم الاتفاق عليها في شباط/فبراير الماضي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب المرشح لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، أكد أنه يريد إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة بدأت قبل ما يقرب من 20 عاما عندما غزت واشنطن أفغانستان.

واختتمت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان أول يوم من محادثات سلام تاريخية استضافتها السبت العاصمة القطرية برعاية أميركية بهدف إنهاء ما يقرب من عقدين من الحروب والنزاعات التي مزقت البلد الفقير.

ومنذ الجلسة الافتتاحية، تقدّم كبير المفاوضين الأفغان عبدالله عبدالله بالمطلب الرئيس لكابول، أي وقف إطلاق نار إنساني، وهو ما يحذر منه المتمردون إذ من شأن ذلك سحب أبرز نقطة قوة لديهم في المفاوضات.

ودعا المسؤول الحكومي المكلّف المفاوضات باسم كابول في كلمته الافتتاحية إلى “أن نوقف العنف وأن نتفق على وقف إطلاق نار في أسرع وقت ممكن. نريد وقف إطلاق نار انسانيا”، شاكرا لممثلي طالبان حضورهم.

لكن المسؤول في الحركة ملا عبد الغني برادر وأحد مؤسسيها لم يتبن موقفا مماثلا.

وشدّد برادر أمام المجتمعين على أن تكون أفغانستان بلداً مستقلا بنظام اسلامي، في ما قد يكون نقطة الخلاف الرئيسية خلال المحادثات.

وفي مقابلة لاحقة مع وكالة فرانس برس، قال عبدالله إنه “من الممكن” أن توافق طالبان على وقف إطلاق النار مقابل عملية إطلاق سراح جديدة لسجناء من طالبان. وأشار إلى أن “الأمر متروك لفريق المفاوضين للعثور على العناصر التي يمكن أن تساعدنا في اغتنام الفرصة”.

وفي “بادرة حسن نية”، أعلنت طالبان الإفراج عن 22 جندياً أفغانياً لمناسبة بدء المحادثات، وفق المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد.

وبدا المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد متحفظاً في البداية قبل أن يبدي تفاؤلا في نهاية النهار.

وقال في الدوحة “نأمل في أن، ينخفض العنف فوراً، وأن يسري وقف لإطلاق نار، أو محادثات حول وقف إطلاق النار، وأن يتم التوصل في الختام إلى اتفاق حول خريطة طريق سياسية، ولكن ايضاً حول وقف إطلاق نار دائم”.

وكان المتفاوضون أقرّوا في الجلسة الافتتاحية في الفندق الفخم بالعاصمة القطرية بأن المحادثات ستكون طويلة ومعقدة.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في كلمته “سنواجه بلا شك العديد من التحديات في المحادثات خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة. تذكروا أنكم تعملون ليس فقط من أجل هذا الجيل من الأفغان بل ومن أجل الأجيال القادمة أيضا”.

وأضاف بومبيو إنه يجب أن يجد كلا الطرفين طريقة “لدفع البلاد إلى الأمام، وتلبية مطالب الأفغان: بلد متصالح مع حكومة تعكس” صورة أمّة “ليست في حالة حرب”.

وفي إيران، الدولة المجاورة لأفغانستان، أشادت وزارة الخارجية ببدء هذه المفاوضات. وقالت ان “الحوار والمفاوضات” هما الحلان لمشاكل أفغانستان، داعيةً إلى مغادرة القوات الأجنبية.

– حقوق المرأة –

يرى مراقبون أن حركة طالبان التي رفضت الاعتراف بحكومة الرئيس أشرف غني ستسعى إلى إعادة بناء أفغانستان لتصبح “إمارة” إسلامية، بينما ستعمل إدارة غني على الحفاظ على الوضع الراهن المدعوم من الغرب لجمهورية دستورية كرّست العديد من الحقوق بما في ذلك مزيد من الحريات للمرأة.

وحثت وزيرة الخارجية النروجية إين إريكسن سورييد جميع الأطراف على إدراج “النساء والضحايا والأقليات وأصحاب المصلحة الآخرين” في المسار السياسي، قائلة إن من شأن ذلك أن يكون المفتاح لاتفاق دائم.

وهناك أربع نساء من بين أعضاء فريق كابول وعددهم 21، بينما لا توجد أي امرأة في وفد طالبان الذي يضم العدد ذاته.

وقالت حبيبة سرابي احدى المفاوضات لوكالة فرانس برس إن افتتاح المحادثات كان “ايجابيا جدا”.

وفي العاصمة الأفغانية، تسمر سكان أمام شاشات أجهزة التلفزيون مع بدء حفل الافتتاح.

وحذر خليل زاد من أن واشنطن لن تضمن قيام دولة أفغانية في المستقبل لا تتماشى مع “القيم العالمية” بما في ذلك حقوق المرأة، موضحا “لا يوجد شيك على بياض”.

– حالة حرب –

وبدأت المحادثات بعد يوم من الذكرى الـ19 لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 التي دفعت الولايات المتحدة إلى غزو أفغانستان وإطاحة نظام طالبان الذي كان يأوي زعيم تنظيم القاعدة المتطرف أسامة بن لادن قبل مقتله.

وقد يستغرق التوصّل إلى اتفاق سلام شامل سنوات، وسيعتمد ذلك على استعداد كلا الجانبين لإيجاد مقاربة مشتركة لطريقة الحكم في بلدهما.

وقال عبيد الله (50 عاما) وهو من سكان كابول “كانت لحيتي سوداء عندما بدأت الحرب، الآن أصبحت بيضاء وما زلنا في حالة حرب”.

وأضاف الموظف المتقاعد “لا أعتقد أن الحرب ستنتهي قريبا، فأنا أشكك بشأن المحادثات لأن الجانبين يريدان تنفيذ أجندتهما الكاملة”.

وتعقد المحادثات في غرفة اجتماعات كبيرة في فندق ضخم تم توزيع المقاعد فيه على مسافات متباعدة اجتماعيا في مقابل لافتة كتب عليها “مفاوضات سلام أفغانستان” بأربع لغات.

وبدأ المندوبون في الوصول منذ الفجر إلى الموقع الذي استضاف توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في شباط/فبراير، مما مهد الطريق للمحادثات وإعلان المتمردين “انتصارهم”.

ونظمت قطر بهدوء العملية السياسية التي تعقدت بسبب العنف في أفغانستان وأزمة فيروس كورونا المستجد، حيث شدد كبير الوسطاء في الدوحة مطلق القحطاني على “قوة الدبلوماسية”.

وقال “ننصح طالبان بالحفاظ على حقوق المرأة وحمايتها”.

وكانت قطر دعت حركة طالبان لفتح مكتب سياسي في الدوحة عام 2013 وساعدت في التوسط في اتفاق شباط/فبراير لسحب القوات بين واشنطن والحركة.

ومنذ الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، واصل المتمردون شن هجمات يومية، وقالت وزارة الدفاع الأفغانية لوكالة فرانس برس السبت إنه تم تسجيل مواجهات في أكثر من 20 منطقة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.