اكتشف علماء آثار بئر غير عادية تضم ما لا يقل عن 13 تابوتا خشبيا ملونا مغلقة بإحكام ومخبئة منذ حوالي 2500 عام في مقبرة سقارة الصحراوية بمحافظة الجيزة المصرية.
وذكرت وكالات أنباء أن التوابيت المكتشفة مميزة للغاية بين آلاف التوابيت المدفونة في مجمع المقابر القديم، كونها ظلت سليمة ومغلقة بإحكام ومرصوصة فوق بعضها البعض بعد مئات السنين على وفاة أصحابها ووضع جثامينهم فيها.
ووفقا لوزارة السياحة والآثار المصرية، تم العثور على التوابيت في بئر دفنت على عمق 11 مترا تحت الأرض، مكدسة فوق بعضها البعض، وفي حالة جيدة، حتى أن بعض الألوان المرسومة على الخشب لا تزال سليمة، ووجد تحليل أولي أن التوابيت ربما تم ختمها منذ دفنها.
وداخل موقع الدفن، تم العثور أيضا على قطع أثرية أخرى، وقال الوزير خالد العناني إنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد من التوابيت في البئر لم يتم اكتشافها بعد.
ويُعتقد أن سقارة كانت بمثابة مقبرة لممفيس التي كانت في يوم من الأيام عاصمة مصر القديمة لمدة 3 آلاف عام، ودفن المصريون موتاهم هناك، وعلى هذا النحو أصبحت موقعا ذا أهمية أثرية كبيرة.
وكانت وزارة الآثار المصرية قد أعلنت نهاية العام الماضي عن اكتشاف مجموعة ضخمة من 75 تمثالا من القطط مختلفة الأحجام والأشكال مصنوعة من الخشب والبرونز، و25 صندوقا خشبيا بأغطية مزينة بكتابات هيروغليفية بداخلها مومياوات لقطط ضخمة في منطقة سقارة الأثرية غرب القاهرة الكبرى.
آثار جنائزية
وفي تقريره عن الكشف الأثري الأخير، رجح موقع ساينس ألرت (science alert) أن المدافن المكتشفة تعود على الأرجح لأشخاص من الطبقة المتوسطة أو العاملة.
وأضاف تقرير الموقع أنه حتى المدافن الغنية لم تكن بمنأى عن التأثيرات الخارجية، فعلى مدى آلاف السنين تم نهب العديد من المقابر الأثرية الفرعونية، لذا فإن العثور على مخبأ من التوابيت التي لم يتم اكتشافها أو نهبها من قبل ولم يتم فتحها طوال ذلك الوقت يعني إمكانية وجود آثار ومقتنيات جنائزية لم تمس بالداخل.
وبالنظر إلى أن التوابيت مصنوعة من الخشب ودفنت في مكان جاف فإن احتمال احتفاظها بأي سائل غريب بداخلها منخفض للغاية، وأثار تابوت أثري قديم عثر عليه في الإسكندرية في وقت سابق جدلا طويلا، لاحتوائه على سائل ذي رائحة مقززة كانت على الأرجح بسبب تسرب مياه صرف صحي إليه.
وتفيد التوابيت المكتشفة في معرفة مدى أهمية الأشخاص المدفونين في مجتمعهم القديم، ومن المرجح أن يضيف هذا الاكتشاف المزيد من الفهم إلى العادات الجنائزية المصرية القديمة.
أسماء وهويات الأشخاص المدفونين في التوابيت لم يتم اكتشافها بعد، لكن مع استمرار أعمال الحفر في الموقع فإن من المتوقع العثور على هذه المعلومات قريبا، بالإضافة إلى العدد الإجمالي للتوابيت المدفونة في البئر المكتشفة.