أعلنت حركة حماس وإسرائيل مساء الإثنين أنّهما توصّلتا بوساطة قطريّة إلى اتّفاق لإنهاء “التصعيد” وتثبيت التهدئة بين قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة الإسلامية والدولة العبرية.
وقال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في بيان تلقّته وكالة فرانس برس “تمّ التوصّل إلى تفاهم لاحتواء التصعيد ووقف العدوان الصهيوني على شعبنا”، موضحاً أنّ هذا التفاهم جاء “بعد جولة حوارات واتصالات (مع الجانب الإسرائيلي) كان آخرها ما قام به الممثّل القطري السفير محمد العمادي”.
بدورها أكّدت الدولة العبرية على لسان متحدّث باسم “وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق” التوصّل للاتّفاق.
وقال المتحدّث في بيان تلقّته فرانس برس إنّه “استمراراً لجهود التوصل إلى تهدئة للأوضاع وبعد اختتام مشاورات أمنية، تقرّر إعادة تنشيط معبر كيريم شالوم ليتمّ العمل فيه كالمعتاد، بما في ذلك إدخال المحروقات، اعتباراً من يوم غد الثلاثاء”.
– “عودة لما قبل التصعيد” –
وأضاف أنّه “تقرّر إعادة مسافة الصيد إلى 15 ميلاً بحريًا”، محذّراً في الوقت نفسه من أنّ “عودة السياسة المدنية تجاه قطاع غزة إلى سابق عهدها مشروطة باستمرار الحفاظ على الهدوء والاستقرار الأمني، وسيتمّ اختبار هذا القرار أمام الواقع”.
ومنذ 6 آب/أغسطس شهد قطاع غزّة تصعيداً متبادلاً، قصفت خلاله إسرائيل جواً وبراً القطاع بشكل شبه يومي، وذلك ردّاً على إطلاق نشطاء فلسطينيين مئات البالونات والطائرات الورقية المحمّلة بمواد حارقة أو متفجّرة أسفرت عن مئات الحرائق في الأراضي الإسرائيلية. كما أطلق مسلّحون فلسطينيون أحياناً صواريخ من غزّة على جنوب الدولة العبرية.
وكان وفد أمني مصري أجرى بعد أسبوع من التوتّر جولة محادثات مكّوكية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بدون التوصّل لتثبيت التهدئة، قبل أن يقوم السفير القطري بجولة محادثات مماثلة نجحت في التوصّل لاتفاق.
وبعدما وجّهت حماس في بيانها الشكر إلى قطر، لفتت إلى أنّه “سيتمّ الإعلان عن عدد من المشاريع التي تخدم أهلنا في قطاع غزة، وتساهم في التخفيف عنهم في ظلّ (تفشي فيروس) كورونا، فضلاً عن عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التصعيد”.
– مشاريع قطرية في القطاع –
وفي حين لم يوضح بيان حماس ماهيّة هذه المشاريع، أعلن السفير العمادي أنّ التفاهمات توصّلت إلى “تثبيت الهدوء وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل التصعيد، تمهيداً لتنفيذ عدد من المشاريع التي تخدم أهالي قطاع غزة وتساهم في التخفيف من آثار الحصار” الذي تفرضه إسرائيل منذ نحو 14 عاماً على القطاع.
ونوّه العمادي في بيان إلى “سعي قطر لاحتواء الأوضاع الراهنة وتجنيب سكان قطاع غزة ويلات الحروب وتشديد الحصار”.
وقبل نحو ثلاثة أسابيع فرضت إسرائيل سلسلة إجراءات عقابية بينها وقف توريد الوقود والعديد من البضائع والسلع الى قطاع غزة، ما أدّى إلى توقّف محطة توليد الكهرباء الرئيسية في القطاع، وإغلاق البحر أمام الصيادين الفلسطينيين.
وقال مسؤل في غزة لفرانس برس إنّ “التفاهم مع الاحتلال تم بتنسيق مع كافة فصائل المقاومة. أعطيت تعليمات لوقف إطلاق البالونات الحارقة والمتفجّرة طالما توقّف العدوان”.
وأشار المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إلى أنّه وفق التفاهم الجديد “سيتم بدء توريد الوقود عبر معبر كرم أبو سالم (كيريم شالوم) التجاري صباح الثلاثاء وتشغيل محطّة الطاقة”.
ويقضي الاتفاق أيضاً بإدخال مستلزمات طبية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجدّ في القطاع، وفق المصدر نفسه.
ومنذ أسبوع تفرض سلطة حماس حظراً للتجوّل في قطاع غزة إثر تسجيل إصابات محليّة بفيروس كورونا.
ويعاني قطاع غزّة أزمات إنسانية متفاقمة زاد الوباء من خطورتها في ظلّ ضعف الإمكانيات الطبية في القطاع.
وطالب الناطق بإسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة بـ”توفير المستلزمات والأجهزة الطبية وتوفير المسحات المخبرية لفحص مصابي كورونا”.
وأحصت الوزارة في غزة 356 حالة إصابة بالفيروس بينها 4 حالات وفاة، بينما سُجّلت في الضفّة الغربية 21455 إصابة بينها 144 وفاة.