أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف أن بلاده لا تتدخل في فرض الحكومات على العراق أو لبنان، مشيراً إلى أنه ينبغي ألا تقرر الولايات المتحدة مستقبل العراق.
وقال ظريف لقناة الميادين المقربة من حزب الله في إطار زيارته الحالية إلى لبنان: “قلنا للمجموعات العراقية وللمسؤولين اللبنانيين أن إيران تدعم أي اسم يختارونه لرئاسة الحكومة”.
وأضاف: “نؤمن أن أميركا لا يجب أن تقرر مستقبل العراق وقلنا للعراقيين إننا سندعم كل من يختارونه”.
وعادة ما توجه أصابع الاتهام لإيران بالتدخل في الشأن العراقي وكان الحد من نفوذها أحد أبرز المظاهرات المستمرة في العراق منذ شهر تشرين الأول الماضي، لكن ظريف نفى ذلك بالقول: “لا نقبل التصورات على أننا نحن والأميركيين نفرض حكومات في العراق أو لبنان”.
ووصل ظريف إلى بيروت اليوم في إطار دعم لبنان بعد انفجار المرفأ في 4 آب الجاري والذي أودى بحياة 177 شخصاً وإصابة 6500 آخرين، وقال “نقف إلى جانب الشعب اللبناني في هذه الفاجعة العظيمة ونحن مستعدون لدعم لبنان وفق ما يطلب المسؤولون اللبنانيون”، مضيفاً أن “المجتمع الدولي يجب أن يعترف باستقلال لبنان وأن يبتعد عن التدخل في شؤونه”.
وتابع: “نحن نتحمل الضغوط من أميركا والكيان الصهيوني لأننا نقف إلى جانب لبنان ومستعدون لذلك دائماً”، مشيراً إلى أن “إيران ليس لديها أي اسم نرشحه للحكومة اللبنانية ونتعاون مع أي إسم يتفق عليه اللبنانيون”، في إشارة إلى مباحثات اختيار رئيس وزراء جديد للبنان بعد استقالة حسان دياب.
وأمس الخميس، أعلنت الإمارات وإسرائيل توصلهما لاتفاق بين البلدين، بمباركة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب الذي وصف الاتفاق بـ”التاريخي”، لكن ظريف أشار إلى أن الاتفاق “لن يكون له أي تأثير وما قامت به أبو ظبي مؤسف ويأتي في سياق دعم ترمب لكنه ليس جديداً، فحكام السعودية وأبو ظبي لهم سوابق مع نتنياهو وهم لا يعتبرون الكيان الصهيوني عدواً، ويتعاونون مع من يرتكب المجازر بحق الفلسطينيين، لكن أميركا والصهاينة لن يقفوا إلى جانب حكام السعودية وأبو ظبي”.
وأشار إلى أنه “لدينا سواحل مشتركة مع الإمارات والقرب بيننا لا يجب استبداله بتقارب مع الصهاينة فالكيان الصهيوني استخدم كل إمكاناته ضد إيران ولم يحقق شيئاً يذكر”.
وعلى مر التاريخ، اتسمت العلاقات بين إيران والسعودية بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والعرقية والمذهبية، وتوترت أكثر مطلع 2016 بعد الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران إثر إعدام رجل دين شيعي، وقال ظريف إن “حكام الرياض يأملون أن يأتي الأميركيون لمواجهتنا في المنطقة، لكن هذا الحلم لن يتحقق، ولدى إيران الكثير من الأمثلة عن دعم حكام السعودية لمجموعات إرهابية”، مضيفاً: “إذا أراد حكام السعودية الحديث معنا فهناك الكثير من الملفات”.
وبين أن بلاده “تطرح دائماً على الطاولة مشروع اتفاقية سلام هرمز، وأقترح على حكام السعودية أن يقرأوا الاتفاق وأن يناقشوه، فنحن نؤمن بالتعاون الإقليمي والحوار، ويجب أن نبتعد عن الأوهام حول جدوى التدخل الأجنبي واستخدام القوة في تحقيق المصالح القومية”.
وفي 8 أيار 2018، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المُوقع بين إيران والدول الكبرى في آذار 2015، وفرض عقوبات رامية إلى خنق الاقتصاد الإيراني والحد من نفوذ طهران الإقليمي، كما طالت العقوبات قطاعات حيوية وشخصيات بارزة في إيران، مثل قطاع النفط، ومرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، وجهاز الحرس الثوري.
وفي هذا السياق، قال ظريف إن “العالم اليوم هو عالم ما بعد الغرب والدول الغربية ترغب أن تكون لها علاقات مستدامة مع الصين، وعلاقاتنا جيدة مع كثير من الدول ونسعى إلى تعميقها وتوسيعها، ولن تنجح أميركا في استخدام مجلس الأمن لاستمرار فرض حظر السلاح على إيران”، موضحاً أن “العالم الغربي انتهى والغرب لا يملك كل مقدرات العالم”.