صالح لفتة
في احد الايام كنا ضيوفاً عند احد الاصدقاء وكان البرنامج المعروض في التلفزيون مسلسل النبي يوسف عليه السلام ، الحلقة التي يتم فيها تفسير حلم الفرعون .
واذا بأحد الموجودين في ذلك المكان يصعد عنده الادرينالين ويتفوه بكلام كبير وليس في محلة وقال : الحلم واضح وسهل ولا يحتاج لنبي حتى يفسره انا استطيع تفسيره لو كنت موجوداً بوقتهم وأخذ يقسم مؤكداً على كلامه.
في الحقيقة سكتنا جميعا خوفاً من ان يزيد في غيه وتأكدنا ان صاحبنا ليس بعاقل.
شاهد كلامنا على الاشخاص الذين يعرفون كل شيء ويفتون بكل مسئلة وأمر دون علم او إحاطة بالموضوع، لديهم علاج لكل حالة ويعرفون كيف يحلون مشاكل العراق بأيام ويرجعون الكهرباء بساعات دون ان تنطفأ، يقضون على البطالة، حتى جائحة كورونا يعرفون علاجها.
هؤلاء لديهم حلول جاهزة لكن للأسف لم تكتشف خبراتهم ولم توظف طاقاتهم فهم فلاسفة زمانهم وعلماء عصرهم ، بأستطاعتهم ان يديروا البلد بنجاح اكثر من الوزراء ورئيس الوزراء لكنهم ظلموا ولم يأخذوا فرصتهم ، يطعنون بالجميع ويتهمون الجميع بالخيانة و ياليتنا نعرف بالحقيقة من ظلمهم .
يفتح احدهم هاتفه النقال وهو جالس في غرفة نومه ويبدأ بالتنظير في كل مشاكل الكون ، حتى حماية الحيتان في بحر اليابان في جعبته حل لها.
هؤلاء هم اكثر الناس خطورة على البلد ، لان ديدنهم الإفراط او التفريط فهم اما يتكلمون في وقت السكوت او يسكتون في وقت الكلام يظنون ان البلد يدار بلقلقة لسان في جلسة شاي عند احد الاصدقاء او منشور على احد مواقع التواصل الاجتماعي.
ما ابتلي البلد بشرٍ اكثر من هؤلاء، هم العدو فلنحذرهم .