قالت كاري لام، رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ، الثلاثاء، إن قانون الأمن القومي الجديد الذي فرضته بكين على الإقليم الأسبوع الماضي “معتدل نسبيا”.
ونفت في مؤتمر صحفي، المخاوف من أن القانون يقوض حرية الناس، مؤكدة في تصريحاتها، أنه سيساعد بدلاً من ذلك على “استعادة الاستقرار” في هونغ كونغ، كما يساعد سكانها على “ممارسة حقوقهم وحرياتهم، دون التعرض للترهيب أو الهجوم”، بحسب وصفها.
وحذرت رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ، الموالية للصين، من “انتهاك هذا القانون أو تجاوز الخط الأحمر”، لأن عواقبه “خطيرة للغاية”.
وأضافت كاري لام، أن الصين “وضعت ثقتها الكاملة في هونغ كونغ”، وأن حكومة الإقليم “ستطبق بقوة” القانون، الذي أقره البرلمان الصيني على الرغم من الانتقادات الدولية والاحتجاجات داخل هونغ كونغ.
وحول المزاعم بأنها وحكومتها لم تكن تعرف أي شيئ حول القانون المثير للجدل، قبل دخوله حيز التنفيذ في 30 يونيو حزيران الماضي، وصفتها بأنها خاطئة و”مبالغ فيها عمداً”، ومضت قائلة إن القانون سيزيل الخوف ويسمح لـ “الشعب بالعودة إلى حياة سلمية طبيعية وستستأنف هونغ كونغ وضعها كواحدة من أكثر المدن أمانًا في العالم”.
وردا على سؤال أحد الصحفيين حول مخاوف بشأن حرية الصحافة الكاملة في هونغ كونغ، قالت كاري لام “إذا كان الصحفيون يستطيعون ضمان عدم مخالفتهم لهذا القانون ، فيمكنني أيضا ضمان ذلك”.
وطالب مسؤولو التعليم في هونغ كونغ، المدارس، بإزالة الكتب التي قد تنتهك قانون الأمن القومي الجديد في المدينة، وفقًا لبيان صادر عن مكتب التعليم في المدينة.
وأكد البيان أنه “إذا كانت أي مواد تعليمية تحتوي على محتوى عفا عليه الزمن أو ينطوي على الجرائم الأربع بموجب القانون، أو كانت تنطوي على جرائم خطيرة أخرى، أو عمل غير مقبول أخلاقيا، يجب إزالتها”.
وأضاف البيان أن “إدارة المدرسة والمعلمين يجب أن يراجعوا جميع مواد التعلم والتعليم في الوقت المناسب، بما في ذلك الكتب”.
ويجرم القانون، الذي فرضته بكين على هونغ كونغ، الأسبوع الماضي، “الانفصال والتخريب والإرهاب والتواطؤ مع القوى الأجنبية”، ويمكن للأشخاص المدانين بارتكاب مثل هذه الجرائم، أن يواجهوا عقوبات تصل إلى السجن مدى الحياة.
ويواجه القانون انتقادات من الولايات المتحدة وبريطانيا، فيما تظاهر المئات من مؤيدي الديمقراطية في هونغ كونغ ضد القانون.
من جانبه، وجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، انتقادات لتعامل الحزب الشيوعي الصيني مع هونغ كونغ، واصفًا إياه بـ”الرقابة الأورويلية”، في إشارة إلى الكاتب الإنجليزي جورج أورويل صاحب مؤلفات أدبية تحتوي انتقادات للأنظمة السياسية التي تمارس القمع.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي، في بيان، الاثنين، في أعقاب إعلان حكومة هونغ كونغ تطبيق قانون الأمن القومي الصيني المثير للجدل، أن “تدمير حرية هونغ كونغ مستمر”.
وأوضح بومبيو، أنه “مع جفاف الحبر بالكاد على قانون الأمن القومي القمعي، أنشأت السلطات المحلية، في خطوة أورويلية، مكتبًا للأمن القومي للحكومة المركزية، وبدأت في إزالة الكتب المنتقدة للحزب الشيوعي الصيني من أرفف المكتبة، وشعارات سياسية محظورة”، وتابع البيان “إنهم يطلبون الآن من المدارس فرض الرقابة”.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي، “حتى الآن، ازدهرت هونغ كونغ لأنها سمحت بالتفكير الحر وحرية التعبير في ظل سيادة القانون المستقلة. تدين الولايات المتحدة فشل بكين المتكرر في الوفاء بالتزاماتها بموجب الإعلان الصيني البريطاني المشترك، وهذه الاعتداءات الأخيرة على حقوق وحريات شعب هونغ كونغ”.