لأول مرة منذ ست سنوات، وصلت حاملتا طائرات أمريكيتان إلى بحر الصين الجنوبي، في أحدث عرض للقوة العسكرية من واشنطن تجاه بكين وسط التوترات السياسية بين البلدين.
ووصلت الناقلتان الأمريكيتان إلى المنطقة، في الوقت الذي أنهت فيه الصين مجموعة من التدريبات البحرية بالقرب من سلسلة جزر متنازع عليها، وهذا التزامن الواضح الذي لم يغفله الإعلام الحكومي في بكين، والذي حمل تقارير تفتخر باستعداد البلاد لصد أي محاولة أمريكية لتحديها.
وأجرت الناقلتان USS Nimitz وUSS Ronald Reagan، العديد من التدريبات التكتيكية المصممة لزيادة قدرات الدفاع الجوي إلى أقصى حد، وتوسيع نطاق الضربات البحرية الدقيقة بعيدة المدى من الطائرات القائمة على الناقلتين، بحسب بيان للبحرية الأمريكية.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يعمل ناقلتا طائرات معًا في بحر الصين الجنوبي، منذ 2014، والمرة الثانية منذ عام 2001، وفقًا لما أعلنه المقدم شون بروفي، المتحدث على متن حاملة الطائرات ريغان.
وأوضح بيان للبحرية الأمريكية، أن “هذه الجهود تدعم الالتزامات الأمريكية الدائمة للدفاع عن حق جميع الدول في الطيران والإبحار والعمل حيثما يسمح القانون الدولي”.
كانت البحرية الصينية، أنهت 5 أيام من التدريبات حول جزر باراسيل، في بحر الصين الجنوبي، والمتنازع عليها بين الصين وفيتنام وتايوان.
ولم تعط الصين تفاصيل حول ما تنطوي عليه تدريبات باراسيل، ووصفتها فقط بأنها “مكثفة” في تقرير نشرته صحيفة جلوبال تايمز التي تسيطر عليها الحكومة.
ووصفت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الماضي، تدريباتها في بحر الصين الجنوبي بأنها “في حدود السيادة والمعقول”، وفقا لما ذكره الجيش الصيني.
وتدعي بكين أن كل بحر الصين الجنوبي الذي تبلغ مساحته 1.3 مليون ميل مربع تقريبًا، يقع تحت سيادتها، وخلال السنوات العديدة الماضية قامت ببناء تحصينات عسكرية في عدة جزر.
ويأتي هذا التعزيز، الذي تضمن إطلاق صواريخ مضادة للسفن من جزيرة خلال تدريبات العام الماضي، بعد أن تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما في عام 2015 بعدم عسكرة الجزر.
ومع استمرار تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين على مدار هذا العام، رفعت واشنطن بثبات وتيرة عملياتها في بحر الصين الجنوبي، حيث قامت بعمليات حرية الملاحة بالقرب من الجزر التي تسيطر عليها الصين، كما أجرت تدريبات تحليق طيران كثيف لقاذفات القنابل التابعة لسلاح الجو الأمريكي، فضلًا عن القيام بعمليات بحرية مشتركة مع شركاء مثل اليابان وسنغافورة، لكن نشر حاملتي الطائرات في نهاية الأسبوع، والتي تدعم كل منهما 60 طائرة بالإضافة إلى طرادات ومدمرات الصواريخ الموجهة المصاحبة، يبدو أنه بيان واضح بأن واشنطن ليست على وشك التنازل عن أي نفوذ في المنطقة لصالح بكين.
في غضون ذلك، وصفت بكين وجود الولايات المتحدة في المنطقة بأنه مزعزع للاستقرار، “تسافر بعض الدول خارج المنطقة في الغالب آلاف الأميال إلى بحر الصين الجنوبي للمشاركة في أنشطة عسكرية واسعة النطاق، وإظهار قوتها، وهذا هو السبب الأساسي الذي يؤثر على الاستقرار في بحر الصين الجنوبي”، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان الجمعة.