للمرة الرابعة في التاريخ.. تأجيل حفل توزيع جوائز أوسكار 2021

يبدو أن التأثيرات السلبية لجائحة كورونا على القطاع السينمائي لن تتوقف قريبا، حيث أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار) تأجيل حفل توزيع جوائزها إلى 25 أبريل/نيسان 2021 بدلا من الموعد المحدد مسبقا 28 فبراير/شباط من ذات العام.

جاء القرار بعد اجتماع افتراضي باستخدام تطبيق “زوم” ضم 54 من أعضاء الأكاديمية منهم أسماء لامعة مثل ستيفن سبيلبيرغ ولورا ديرن ووبي غولدبيرغ، حيث اتفق الجميع على أنه من الخطر إقامة مثل هذا الحدث في فبراير/شباط القادم.

وحتى تستطيع الأكاديمية الوصول لهذا القرار تناقشت مع كل من الاستوديوهات والموزعين حول الوقت الذي تحتاجه الأفلام لتصبح قابلة للعرض، وكذلك وزارة الصحة في لوس أنجلوس التي نصحت بتأجيل الموعد قدر الإمكان بالنظر إلى عدم اليقين المستمر حول تطور الوباء.

عام التغيرات الكبرى
وقد شمل القرار عدة نواح أخرى غير تغيير موعد إقامة الحفل، منها مد فترة الأهلية للترشح لجوائز الأوسكار إلى الفترة ما بين 1 يناير/كانون الثاني 2021 وحتى 28 فبراير/شباط، وسيتم إعلان القوائم القصيرة للمرشحين المحتملين في 9 فبراير/شباط القادم، والترشيحات النهائية في 15 مارس/آذار، كما أثر القرار كذلك على تأجيل افتتاح متحف الأكاديمية من 14 ديسمبر/كانون الأول القادم وحتى 30 أبريل/نيسان.

وقد أحدث وباء كورونا تغيرا آخر كبيرا من قبل في قواعد التأهل لجوائز الأوسكار، حيث أصبحت أكثر مرونة هذا العام بسبب الجائحة، ولأول مرة أصبح من الممكن ترشح أفلام لم تعرض نهائيا في دور العرض السينمائية.

وأصرت قواعد الأكاديمية لسنوات طويلة على العرض لمدة أسبوع على الأقل في أحد دور العرض بلوس أنجلوس حتى يصبح الفيلم قابلا للترشح، مما جعل المنصات الإلكترونية مثل نتفليكس تعرض أفلامها عرضا قصيرا حتى يمكن أن تترشح للجائزة السينمائية الأهم، ولكن بالطبع لم يعد من المنطقي الإصرار على هذا الشرط في ظل إغلاق دور العرض حول العالم.

المرة الرابعة في التاريخ
وعلى الرغم من كون هذا التغيير غير عادي، فإنه ليس الأول في التاريخ، فتلك هي المرة الرابعة التي يتم فيها تأجيل حفل توزيع جوائز الأوسكار.

الأولى كانت عام 1938 نتيجة لفيضان بمدينة لوس أنجلوس، ومرة أخرى عام 1968 بسبب اغتيال الدكتور مارتن لوثر كينغ، والثالثة عام 1981 بعد محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان.

وحتى فيما يتعلق بمد فترة الأهلية، فهي ليست السابقة الأولى لها في تاريخ الجائزة، ففي الدورة السادسة تم مد فترة الأهلية إلى 17 شهرا، ما بين الأول من أغسطس/آب 1932 وحتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 1933.

وكذلك فإنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها إقامة حفل توزيع الجوائز في أبريل/نيسان، حيث كان هذا الموعد المحدد لتوزيع الجوائز لسنوات كثيرة منها عقد الستينيات بالكامل، وعدة سنوات من السبعينيات والثمانينات، وكان يتم التبادل ما بين مارس/آذار وأبريل/نيسان بعد ذلك، حتى الألفية الجديدة والتي بعدها استقر موعد الحفل في فبراير/شباط تقريبا كل عام.

موسم الجوائز يختل
ولن يؤثر هذا التغيير فقط على جائزة الأوسكار، بل على موسم الجوائز بالكامل، فحفلات توزيع باقي جوائز العام مثل غولدن غلوب وبافتا البريطانية وغيرها، من المعتاد أن يتم عقدها قبل الأوسكار بأسابيع معدودة، ومن ثم على هذه اللجان أن تعيد تغيير مواعيدها قريبا.

أما عن جوائز إيمي والمقرر إقامتها في العشرين من سبتمبر/أيلول القادم، فلا زالت على موعدها مع إعلان اللجنة المسؤولة عنها أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى طريقة آمنة تسمح بإقامة الحفل، ولكن تم إلغاء الحفل التالي لتوزيع الجوائز الذي يقام كل عام، في حين تأجلت إلى أجل غير مسمى جائزة توني التي كان من المقرر إقامة حفل توزيعها في السابع من يونيو/حزيران الجاري.

على الجانب الآخر مازالت مهرجانات وفعاليات سينمائية أخرى لم تقرر بعد ماذا ستفعل هذا العام، مثل مهرجان فينيسيا وتورنتو وتيلورايد، حيث لازال كل منها محافظا على الموعد الأصلي المخطط له. ولكن من المتوقع إجراء تغييرات بالطبع مثلما حدث مع مهرجان كان الذي تأجل ثم ألغي نهائيا.