علي حسين
كل عام، في مثل هذا الوقت، يتذكر الفيسبوك العراقي ما جرى صبيحة 14 تموز، البعض يستعيدها بالدفاع عن عبد الكريم قاسم ونزاهته ووطنيته، ويتذكر بيوت الفقراء والمدارس والمستشفيات، وقانون الاصلاح الزراعي والنفط، والاحوال الشخصية . البعض الآخر ينتقد حكم العسكر والمجزرة التي حدثت للعائلة المالكة..اختلاف الآراء امر طبيعي جدا في بلد يمارس اكثر مواطنيه مهنة المحلل السياسي.
وبينما تدور حرب البسوس هذه على صفحات الفيسبوك بين انصار الجمهورية ودعاة الملكية، خرج علينا السيد نوري المالكي ليذكرنا ان النقاش عن العراق عقيم جدا، وكان الاولى بالعراقيين ان يدركوا انه لولا حزب الدعوة لما كان هنالك شيء اسمه عراق، فيما خرج السيد ابراهيم الجعفري من قمقمه وبعث برسالة إلى حزب الدعوة يخبرهم فيها “إنَّ اشتداد المخاض يُؤذِن بقرب حُصُول الولادة الجديدة”، وبعيدا عن ولادات الجعفري ونظرية السيد نوري المالكي الجديدة في كتابة التاريخ العراقي، التي يريد ان يؤكد من خلالها ان ضعاف النفوس من امثالي طبعا، لا يرون حجم التطور الذي حصل منذ عام 2005 السنة المباركة التي تولى فيها السيد ابراهيم الجعفري قيادة العراق آنذاك، لاننا عشنا قبل هذا التاريخ في بلاد لم تكن فيها سوى المستنقعات والفقر واقتصاد يعتمد على التسوّل من دول الجوار، وقد استطاعت حكومات حزب الدعوة في وقت قياسي، ان تبني بلداً للناس وليس لمقربيها، وحين واتتهم الفرصة بنوا المصانع وطلبوا من الناس أن تعمل لا أن تهتف لهم، لم يفضّلوا طائفة على أخرى، فقط طلبوا من الجميع أن يتساووا في الحقوق والواجبات، عملوا على إنتاج مجتمع آمن ومستقر.
وبجهود “حجّاج” الحزب تحوّلنا الى الدولة الاولى اقتصادياً في آسيا، مما جعل اليابانيين والكوريين والسنغافوريين وشعوب العالم “النامي” يتمنون لو أن واحدا من هؤلاء الحجاج يتولى السلطة بدلا من السنغافوري لي كوان، او الياباني شينزو آبي .
إذن نحن شعب يستحقُّ أكثر من خطاب “سنسكريتي” يلقيه عليه كل اسبوع ابراهيم الجعفري، ولهذا كان لابد للجماهير من ان تخرج عن بكرة ابيها لتطالب بعودة كرسي رئاسة الوزراء لحزب الدعوة، وتحقق نبوءة عباس البياتي الذي اخبرنا ذات يوم أن حزب الدعوة سيحكم العراق إلى نهاية عصر الكومبيوتر !.
ينسى السيد المالكي أن ما جرى خلال الستة عشر سنة الماضية كان نتيجة حتمية لأفعال وأقوال أحزاب السلطة التي ارتكبت كل الجرائم بحق العراقيين، والتي لا ينفع معها ان يعيد لنا السيد المالكي، اليوم، اسطوانته عن دور حزب الدعوة في انقاذ العراقيين من الضياع.
في كل يوم تتجه احزابنا”المؤمنة” بقوة إلى الاستعراضات الخطابية، فيما الفساد ينخر جسد مؤسسات الدولة! والحجاج وأقاربهم وعشائرهم نهبوا الأخضر واليابس.
وللحديث بقية…