نشرت صحيفة “الصانداي تليغراف” مقالا تحليليا عن الأزمة مع إيران وكيف أنها تمثل درسا سيصل أثره خارج منطقة الخليج. وترى الصين وروسيا كقوتان في الشرق أن الدول الغربية ليس لديها أدنى إجابة لهذه الحرب “الهجينة” التي اختلطت فيها ردود الفعل العسكرية بالمدنية في الدبلوماسية الغربية.
ويشير الكاتب إلى أن هذه الحرب الهجينة خلطت قوات الميليشيات التقليدية وغير التقليدية مستخدمة المعلومات المضللة والاغتيالات والاقتصاد والتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي والدين بالإضافة إلى نشطاء مدفوعين الأجر يسعون إلى تقويض عدو دون أن يشاركوا في حرب تقليدية على حد تعبيره.
ويصف التصعيد الحاصل للأزمة بأنه اختبار لكيفية مواجهة القوة الصلبة للدول الغربية، وهي فرصة لن تضيعها كل من موسكو والصين، إذ أن مؤيدي الحرب الهجينة يختارون عدم الخوض في حرب مع القوى الغربية، وهذا عادة ما يغضب السياسيين لكنه هو التصرف العاقل والاستراتيجية العسكرية السليمة.
وينقل الكاتب عن عضو البرلمان البريطاني بوب سيلي قوله: ” الكل يعتقد أن الحرب الآن أضحت غير تقليدية أكثر من ذي قبل، نحن حاليا في منعطف خطير”، إذ أن بريطانيا سياسيا تقف مع الاتحاد الأوروبي فيما يخص العقوبات المفروضة على إيران وفي نفس الوقت تحاول أن تبقي قريبة عسكريا من دونالد ترامب والولايات المتحدة.
ويوضح الكاتب أن إيران تحاول بتصرفاتها أن تجلب الاهتمام الدبلوماسي قدر المستطاع للمأزق الحالي الذي وقعت فيه، وإذا لم يتم ذلك فستبقى منطقة الخليج غير مستقرة، إضافة إلى أن أي تصرف عسكري ستقدم عليه الولايات المتحدة أو بريطانيا سيقابله تدويل للأزمة من قبل إيران، إما باعتراض طريق الملاحة في الخليج أو الحرب بالوكالة في كل من العراق وسوريا واليمن.
ويخلص الكاتب إلى ضرورة وجود استراتيجية واضحة من الحكومة القادمة لبريطانيا حتي لا يتم جرها إلى مستنقع سيصعب عليها الخروج منه حيث أنه في حالة حدوث حروب بالوكاله في المنطقة فسيكون هناك صعوبة في التعامل مع إيران، إذ أن التعامل سيكون مع الحرس الثوري الإيراني والذي يختلف تماما عن الحكومة الإيرانية بل ويعتبر منفصلا تماما عن الدولة الدبلوماسية.