“فورين أفيرز”: الحرب الأخيرة، والقادمة؟ وتعلم الدروس الخاطئة من العراق

واشنطن- “ساحات التحرير”

نشرت مجلة “فورين أفيرز” (الشؤون الخارجية) الأميركية الشهيرة مقالة كتبها جون فاينر الذي عمل كبير موظفي الخارجية الأميركية أثناء إدارة أوباما، بحث فيها التقرير المطول للجيش الأميركي عن حرب العراق الصادر هذا العام، كخلاصة يمكن اعتمادها في رؤية التوجه الحالي عند ادارة ترامب في عسكرة السياسة الخارجية نحو إيران، وجاء في خطوطها العامة:

 

الدبابات الأميركية في ساحة الاحتفالات ببغداد 2003

“في وقت سابق من هذا العام ، نشر الجيش الأمريكي مجلدين يرقيان إلى التاريخ الرسمي الأكثر شمولاً لحرب العراق. وهما يغطيان أهم حلقات الصراع: الغزو الأمريكي في عام 2003، ودوامة الموت في الحرب الأهلية التي نشأت في أعقابها، والفترة الأكثر تفاؤلاً التي بدأت مع زيادة القوات الأمريكية في عام 2007، والانسحاب الذي شهد آخر جنود الولايات المتحدة القوات وهو يغادر العراق في نهاية عام 2011.

بعنوان “الجيش الأمريكي في حرب العراق” واستنادا إلى 30000 صفحة من الوثائق التي رفعت عنها السرية الجديدة، تروي الدراسة مجموعة من الأخطاء المألوفة والتي ما زالت تثير غضب واشنطن من جانبها:

*الفشل في الاستعداد لما بعد الغزو.

*سوء فهم الثقافة والسياسة العراقية وتهميش تجاهل الخبراء الحقيقيين.

*حلّ الجيش العراقي وطرد أعضاء حزب البعث من الحكومة.

*تجاهل العنف الطائفي ونفي وجوده.

*تقليص زخم القوات الأميركية بشكل متكرر.

ويلفت الكاتب “تم تجاهل الدراسة إلى حد كبير من قبل وسائل الإعلام والمجتمع السياسي. قد يكون هذا بسبب طوله الرهيب وسرد “الحقائق فقط”. أو لأن البعض يفضلون دراسات مستقلة على تقارير ما بعد التصرف المعتمد حكومياً”.

أو لأنه، مقارنةً بالصراعات الكبرى الأخرى في تاريخ الولايات المتحدة، فإن قلة قليلة من الأميركيين جربوا هذا الأمر بشكل مباشر. أو لأن الدراسة ترفض التركيز على المزيد من الأسئلة المختلف عليها في الوقت المناسب، مثل: إمكانية غزو بلد كبير ومتنوع من الشرق الأوسط (العراق) كدولة لا تشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة – بتكلفة مقبولة. لكن الدراسة تأتي أيضًا في وقت تتنازع فيه بشكل متزايد العديد من الدروس المفترضة للعراق، مع تداعيات مهمة على النقاش الدائر بين وداخل كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين حول: متى وكيف يمكن استخدام القوة العسكرية”؟

وبناءً على المعلومات “فيما يتعلق بمشاكلنا الحالية مع إيران، يجب على الرئيس ترامب وادارته أن يفهموا أنه لا يوجد أحد (السكان المحليون والحكام والأنظمة المجاورة والقوى العظمى المتنافسة، وما إلى ذلك) سوف “يحيينا بالزهور”، وبالتالي: يجب عليه أن يستعد للعمل ضد إيران بطريقة الرئيس بوش مع العراق 1990 (حيث لا يكون هناك أي غزو أو احتلال طويل الأجل)، ويجب عليه الاستعداد للعمل المشترك مع أوروبا واليابان ضد إيران ضمن وسائل الحرب الباردة القديمة”.