تسبب حقيقة “الدولار الملك” صداعاً جديداً للاقتصادات المتضررة بسبب فيروس كورونا على مستوى العالم، مع تعرض الأسواق الناشئة بشكل خاص للخطر وسط محاولاتها التعامل مع انهيار العملة وانخفاض الطلب.
ويهرب المستثمرون من الأسواق الناشئة بوتيرة قياسية ويتكالبون على الدولار كملاذ آمن، حتى مع خفض الاحتياطي الفيدرالي لمعدل الفائدة مرتين هذا الشهر، تلك الخطوة التي لم تفعل أي شيء لتقليل جاذبية الدولار.
وارتفع مؤشر الدولار الرئيسي للدولار والذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام 6 عملات رئيسية إلى أعلى مستوى منذ منتصف 2017.
ويرى الكاتب “ميشيل جامريسكو” في رؤية تحليلية عبر وكالة “بلومبرج” أنه مع تداخل الدولار في الاقتصاد العالمي أكثر من أي وقت مضى، فإن مكاسبه تشكل ضغطاً إضافياً على الشركات والحكومات لأنها ستشهد ارتفاع تكاليف ديونها بالدولار.
معاناة الأسواق الناشئة أمام الدولار
فيما تكمن معضلة البنوك المركزية في الأسواق الناشئة في أنها عندما تخفض معدلات الفائدة لدعم النمو الاقتصادي، فإنها تخاطر بزعزعة استقرار عملاتها أيضاً إذا خفضت الفائدة كثيراً.
ويقول “ميتول كوتيشا” كبير المحللين الاستراتيجيين للأسواق الناشئة لدى “تي.دي سيكيورتس” في سنغافورة: “ارتفاع الدولار يمثل ضربة أخرى للأسواق الناشئة، حيث تجاوز الطلب على الدولار أي ضربة للورقة الخضراء من انخفاض معدلات الفائدة الأمريكية”.
ويضيف “كوتيشا” أن أصول الأسواق الناشئة سوف تستمر في المعاناة طالما يتجنب المستثمرون الأصول الخطرة نسبياً ويحافظون على تحيزهم للملاذ الآمن”.
وكان البنك المركزي في تركيا آخر الأسواق الناشئة التي قامت بخفض طارئ لمعدل الفائدة بعد تحركات مماثلة لكوريا الجنوبية وشيلي وفيتنام وسريلانكا وباكستان بالفعل هذا الأسبوع عقب الخفض المفاجئ من الاحتياطي الفيدرالي الأحد الماضي، وسط توقعات بعملية خفض جديدة في أسواق ناشئة أخرى.