حقائق كبرى عن العراق يقدمها رئيسه للعالم؟

علي عبدالأمير عجام*

في الكلمة بالغة الأهمية للرئيس برهم صالح امام دافوس، كان هناك اقرار بجملة حقائق مريرة عن العراق، فهو “في عين العاصفة” بحسب  الرئيس، لا بل أنه أكد “لن يندهش أحد في هذه القاعة حين أقول بكل صراحة: هذه أوقات عصيبة بالنسبة للعراق”.

 

هذا الإعتراف “الصادم” لم يأت كملمح وحيد في خطاب صالح بل موقفه المؤيد الضمني للاحتجاجات الشعبية، فثمة حديث الاعجاب عن المتظاهرين السلميين وعبر التوصيفات التالية:

1

تأييد الفكرة التي قامت عليها التظاهرات بقوله: “يتظاهر المحتجون، ومعظمهم من الشباب العراقي، في الشوارع منذ نحو أربعة أشهر، واضعين حياتهم على المحك للمطالبة بالتغيير”. فهم يحتجون “من أجل حياة أفضل، ووطن، ومزيد من الوظائف، وتحسين الخدمات، ووضع حد للفساد الذي أصاب بلادنا بالشلل منذ فترة طويلة. إنني أريد الشيء ذاته لهم”.

2

التعارض الكلي مع كل الاتهامات التي وجهها مسؤولون عراقيون في الحكومة والبرلمان، ناهيك عن معظم قادة المجموعات المسلحة بكون المتظاهرين ينفذون “أجندات خارجية” فهو وصف المحتجين السلميين على هذا النحو “لديهم رغبات عميقة ومطالب بفرص اقتصادية وأخرى لوطن، وأن يجعلوا أصواتهم مسموعة ومستجابة”.

3

وحتى الصدام الأمريكي- الإيراني الذي وضع العراق في “عين العاصفة”، كان له موقف واضح من الشباب المحتج عبّر عنه صالح في الحاجة الماسة إلى إبعاد البلاد عن هذا الصراع “وهذا ما يطالب به عشرات الآلاف من الشباب العراقي في احتجاجات سلمية في شوارع بغداد وغيرها من المدن، والتي بدأت منذ نحو أربعة أشهر”.

4

ثنائه على إحياء المتظاهرين لفكرة الوطنية العراقية التي كادت 14 عاماً من الطائفية أن تقلتها “إنهم يريدون أن تكون الوطنية العراقية شاملة، ولا تنقسم وفقا للهوية الطائفية”.

5

الشباب المتظاهرون هم الأمل بعافية لـ “الديمقرطية” العراقية ” إنهم يريدون نظاما سياسيا ديمقراطيا يعكس هويتهم الجامعة ويستعيد كرامتهم. إنهم يريدون انتخابات حرة ونزيهة”.

6

إدانة الرئيس الواضحة للعنف الوحشي والواسع الذي مارسته سلطات العراق بحق المتظاهرين “إنه لأمر مدمر ومؤلم من أن أعمال العنف التي يرتكبها الخارجون عن القانون أدت إلى مقتل أكثر من 600 من المتظاهرين الأبرياء السلميين”. هذا يكشف وجود سلطات أقوى من الدولة العراقية هي من تقول كلمتها، بل تبدو استغاثة أمام العالم إن انقذوا العراق من قتلة ابنائه فنحن غير قادرين على ذلك!

ست حقائق توفر ستة أسباب لتعرض الرئيس لهجوم بل تهديد من المجموعات المسلحة الخارجة على القانون، والشجعان هم دائما ما يكونون عرضة للهجوم والتهديد.

اللافت أن رئيس الوزراء وكل أركان حكومته لم يوفروا احتجاجا على التهديدات الموجهة للرئيس صالح، وجاءت المواقف المؤيدة له من شخصيات سياسية بارزة خارج الحكومة، كما فعل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي شدد على أن رئيس الجمهورية هو “حامي الدستور وحامي الثوار”، لا بل أنه وعلى لسان الناطق باسمه زاد على ذلك بكون برهم صالح “أعاد الاعتبار لموقع رئاسة الجمهورية وعلى حساب سلطة الأحزاب”.

هنا كانت الحاجةُ ماسةً لردع المجموعات الشيعية المسلحة الخارجة على القانون ولا أحد قادرٌ على مثل هذا الردع مثلما يوفره زعيم التيار الصدري.

*كاتب وصحافي عراقي ورئيس تحرير “ساحات التحرير”.