د. سعدي الابراهيم
تهتمُ الدول بشريحة الشباب، على اعتبار انهم عماد المستقبل. وغالبا ما يتحمل الشاب اعباء اكبر من غيره، بفعل تمتعه بالقوة والحماس والامل. لكن ليس في كل الاحيان تكون صورة الشباب بهذه المثالية، فبعض الظروف القاهرة التي تمر بها البلدان، تفقد شبابها الهمة والبأس وتزرع في ذاتهم القنوط واليأس. ولعل العراق من بين تلك البلدان، التي تعرض شبابها الى حيف كبير، حتى صار الشباب العراقي، يحصر تفكيره في امور بسيطة ومحدودة للغاية، مثل:
1– البطالة: تعد البطالة هي الشغل الاكبر لأغلب الشباب العراقيين. وهي تعني من جانب اخر الفراغ، والتفكير السلبي، وعدم الثقة بالنفس ولا بالآخرين. ويعاني منها نسبة كبيرة من الافراد. ومن السهولة اعتبارها الخطر الاكبر الذي يجعل طاقة الشباب لا فائدة ولا جدوى منها.
2– قضاء اليوم: عدم التفكير بالمستقبل المتوسط والبعيد، بل وحتى القريب قد يكون احد السمات التي يتميز بها الشاب العراقي، ربما بسبب البطالة اعلاه، وربما لأسباب اخرى تتعلق بظروف البلاد غير المستقرة، فالشاب لا يتأمل ان يكون الغد افضل، لذلك هو يكتفي بيومه فقط، بالإضافة الى عدم تشجيع الابتكار والاختراع كي تصرف فيه طاقة الشاب.
3– التشاؤم: هذه سمة، قد لا يختص بها الشاب العراقي فحسب، بل هي علامة باتت تميز كل العراقيين تقريبا، وقد تكون مقصودة وتقف خلفها جهات دولية الغرض منها تخريب البلاد، وضرب همة ابنائها والتقليل من اندفاعهم وحماسهم نحو المستقبل. حتى باتت الناس لا ترى من الحياة غير السلبيات، ولا تقف عند الايجابيات او المحاسن. هذه الحالة السلبية، التي ينشغل بها الشاب العراقي، تجعل او تحتم على الدولة ومؤسساتها، ان تضع خططا عامة للتعامل معها، قبل ان تكون سببا لهدر طاقة الافراد وتحويلهم الى عنصر سلبي في المجتمع، وكما اشرنا سابقا، الموضوع لا يتعلق بضياع الحاضر فقط، بل قد يمتد الى ضياع المستقبل ايضا، وهنا ينبغي ان تكون هناك خطوات جادة لمعالجة المشكلة، مثل:
1– التوسع في الاستثمار، على اعتبار انه الطريقة المثلى للقضاء على البطالة واشغال الشباب بالكد والعمل.
2– تحديث المناهج التدريسية، بحيث تكون متضمنة مواد علمية، تشجع على الابتكار والتفكير السليم، الذي يعين الشباب على الاعتماد على انفسهم، وصنع مستقبلهم بأيديهم دون انتظار معونة الاخرين.
3– حماية الشباب، وهنا يأتي دور الاجهزة الامنية الوطنية في مراقبة ما يتم بثه وعرضه من مواد قد تكون غير عفوية وان بدت ظاهريا هكذا. فالدول المعادية للعراق قد تبث الياس وتقتل الامل.