من هو “كبش الفداء” الذي قدمته إيران على مذبح الطائرة الأوكرانية المنكوبة ؟

متابعة “ساحات التحرير”

بعد إقرار النظام الإيراني رسميا بإسقاط الطائرة الأوكرانية الأربعاء الماضي، حاول قائد قوات الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة تحميل جندي في الجيش مسؤولية هذا “الخطأ”، في مسعى على ما يبدو لإبعاد التهمة عن النظام وتقديم “كبش فداء”.

وقال المسؤول العسكري البارز في تصريحات السبت إن جنديا أطلق الصاروخ الذي أسقط طائرة الأوكرانية الأربعاء في طهران، من دون حصوله على تأكيد لأمر الإطلاق بسبب “تشويش” في الاتصالات.

وصرح حاجي زادة بأن الجندي اعتقد أن الطائرة “صاروخ كروز” وكان لديه “10 ثوان” فقط لاتخاذ القرار.

قائد قوات الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي

 

وكان التلفزيون الإيراني الرسمي قد نقل السبت بيانا عسكريا جاء فيه أن إيران أسقطت “عن غير قصد” الطائرة الأوكرانية بعد دقائق من مغادرتها المطار، وبرر ذلك بحدوث “خطأ بشري”.

لكن رغم هذا الاعتراف، أصرت إيران على المراوغة، فوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كتب على تويتر أن تحطمها نجم عن خطأ بشري و”النزعة الأميركية للمغامرة”.

ورجح مركز الأبحات IHS Markit إسقاطها بصاروخ SA-15 الروسي الصنع. ويتراوح مدى الصاروخ بين 10 و12 كيلومترا.

وبالنظر إلى سرعة الطائرة في ذلك الوقت لم يكن أمام مشغلي الصاروخ سوى 10 إلى 20 ثانية لاتخاذ قرار، بحسب مايكل إلمان، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وقال إلمان أن إيران كانت قد أطلقت عدة صواريخ ضد أهداف أميركية في العراق قبل ساعات من تحليق الطائرة الأوكرانية، لذلك فمن المرجح أن العاملين في سلاح الدفاع الجوي الإيراني كانوا يعملون تحت أقصى درجات الاستنفار.

لكن تحليلا لموقع فوربس قال إن أجهزة الدفاع الصاروخي تكون مزودة عادة بجهاز “تحديد الصديق من العدو” أو ما يسمى Identification friend or foe وهو جهاز مصمم لتحديد الطائرات أو السيارات أو القوات الصديقة أو العدوة، وبافتراض أنه كان معطلا في ذلك الوقت، فإن مشغلي الصاروخ كان بإمكانهم مراجعة توقيتات الرحلات الجوية في المنطقة التي تحلق فوقها في ذلك الوقت.