ضحايا الطائرة الأوكرانية و”مخلوقات” خامنئي!

د. ناجح العبيدي*

بعد اعتراف إيران بمسؤوليتها عن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية يتعين الآن على نظام ولاية الفقيه دفع ثمن هذا الخطأ الفادح سياسيا وماليا. إلى جانب الصفعة القاسية جراء المماطلة في الاعتراف بالذنب يجب على طهران أيضا تعويض الشركة والضحايا وهذا سيفتح الباب أمام إجراءات قضائية معقدة لأن القضية ليست إيرانية داخلية بحتة.
بموجب قانون الجمهورية الإسلامية تبلغ دية الإنسان في حالة القتل غير العمد 100 بعير بالتمام والكمال! وهذا بحد ذاته يلخص قيمة الإنسان في أجزاء واسعة من العالم الإسلامي حيث لا تزال تتحكم أفكار بالية تعود إلى عهد التوراة وفترة صدر الإسلام.


معظم ضحايا هذه المأساة هم مواطنون إيرانيون أو من أصول إيرانية. لكن حتى أسر هؤلاء لن تقبل بقيمة المائة بعير وإنما ستطالب بتعويض منصف وفق القوانين الدولية وليس الشريعة الإسلامية السمحاء.
يضاف إلى ذلك تعويض الطائرة، والأهم من ذلك تعويض الشركة الأوكرانية جراء الضربة القوية لسمعتها والتي ستدفع زبائن كثيرون مستقبلا لعدم الحجز على خطوطها. ويصعب في هذه الحالة تقدير عدد البعران الكافية لتعويض كل هذه الخسائر والتي ستتجاوز قيمتها بالتأكيد المليار دولار.
لكن التعويض المالي ما هو جانب “بسيط” من الخسائر التي مني بها نظام ولاية الفقيه في هذا الحادث المأساوي.
أما “الرابح” الأكبر من ذلك فهو ترامب الذي حالفه الحظ هذه المرة. فلو أمر ترامب بالرد الفوري على القصف الإيراني على القاعدتين العسكرتين في العراق، لكان من السهل على القيادة الإيرانية اتهام الرئيس الأمريكي “الأرعن” بالتسبب بالحادثة والإدعاء بأن صاروخا أمريكيا أسقط الطائرة. ومن المؤكد أن ثلاثة أرباع العالم كانت ستصدق هذه الرواية انطلاقا من “الحب” الجارف لترامب.
لكن رب “الراقصات” كان رؤوفا بإبن البارات والحانات والنوادي الليلة وصالات القمار بحسب وصف مقتدى الصدر. يمكن لترامب القول بإن الرب أوحى له بعدم الرد حتى يورط الولي الفقيه خامنئي في موقف لا يحسد عليه.
ومن المؤكد أن كل بعران إيران لن تكفي لإخراج علي خامنئي من هذا المأزق.

*صحافي وأكاديمي عراقي