قوات خليفة حفتر تعلن السيطرة الكاملة على مدينة سرت الليبية

بنغازي (ليبيا) (رويترز) –

ذكرت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر يوم الاثنين أنها سيطرت على مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية في تقدم خاطف سبقته ضربات جوية.

ومن شأن السيطرة على سرت أن تمنح حفتر مكسبا مهما من الناحية الاستراتيجية. ويشن حفتر منذ أبريل نيسان هجوما عسكريا على العاصمة طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

وتقع سرت في منتصف ساحل ليبيا على البحر المتوسط، وكانت تسيطر عليها قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني منذ قيامها بطرد تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة بمساعدة ضربات جوية أمريكية في أواخر 2016.

وذكرت قوات شرق ليبيا يوم الاثنين أنها سيطرت على مواقع محيطة بمدينة سرت من بينها قاعدة القرضابية الجوية قبل التحرك إلى وسط المدينة.

وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري ”قرر القائد العام بضربة استباقية تم التخطيط لها بشكل جيد وتم التنفيذ. في خلال ثلاث ساعات كنا في قلب مدينة سرت“.

وأضاف ”كانت عملية خاطفة وسريعة“، مشيرا إلى أن التقدم سبقته ضربات جوية استمرت عدة ساعات.

وقال مصدر عسكري في الجيش الوطني الليبي إن القوات التي كانت قد جاءت من مدينة مصراتة إلى سرت تقهقرت. وقادت مصراتة الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية وهي مصدر رئيسي للقوة المسلحة لحكومة الوفاق الوطني.

وفي وقت سابق يوم الاثنين قال أحد سكان وسط سرت لرويترز بالهاتف ”نحن نرى أرتالا من الجيش الوطني الليبي داخل مدينة سرت، هم يسيطرون على أجزاء كبيرة من المدينة، كما أننا نسمع إطلاق نار أيضا“. ولم يرد تعليق على الفور من قوات حكومة الوفاق الوطني.

جاء تقدم الجيش الوطني الليبي في الوقت الذي تستعد فيه تركيا لإرسال مستشارين وخبراء عسكريين إلى ليبيا للمساعدة في تعزيز موقف حكومة الوفاق الوطني في إطار التدخل الدولي المتزايد في الصراع الليبي.

ويقول خبراء تابعون للأمم المتحدة ودبلوماسيون إن الجيش الوطني الليبي تلقى مساعدات مادية وعسكرية من دول من بينها الإمارات والأردن ومصر.

* مسقط رأس القذافي

منذ شروعه في حملة مريرة للسيطرة على بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا، في 2014، وسع حفتر تدريجيا رقعة الأرض التي يهيمن عليها في ذلك البلد الشاسع المساحة.

وسرعان ما توقفت المكاسب التي حققها حفتر أحيانا عن طريق اتفاقات مع جماعات محلية متعاطفة مع الجيش الوطني الليبي وشملت جهدا عسكريا محدودا خلال الهجوم للسيطرة على طرابلس، مقر نحو نصف سكان ليبيا البالغ عددهم ستة ملايين.

وسرت مسقط رأس معمر القذافي والمدينة التي أسر فيها وقتل بعد انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي عام 2011. وهي من بين المدن التي قاومت الانتفاضة، وسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في أوائل 2015 لتصبح أهم قاعدة للتنظيم المتشددة خارج العراق وسوريا.

وهي إحدى القواعد الرئيسية لقبيلة الفرجان التي ينتمي إليها حفتر.

وتقع المدينة إلى الغرب مباشرة من الهلال النفطي الليبي وهو قطاع من الساحل تقع فيه عدة موانئ لتصدير النفط. وسيطرت قوات حفتر على الموانئ النفطية في عام 2016.

وقالت مصادر بالجيش الوطني الليبي إن الكتيبة 604 في سرت، وهي وحدة عسكرية قوية يهيمن عليها السلفيون شاركت أيضا في الحرب ضد الدولة الإسلامية، حولت ولاءها إلى قوات حفتر قبل أسبوعين.

ويقول حفتر إنه يسعى لتخليص طرابلس من الجماعات المسلحة ولمحاربة التطرف. ويقول معارضوه إنه يغذي الحرب وعدم الاستقرار ويخشون أن يعود بليبيا إلى حكم الرجل الواحد.

وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تصعيدا في القتال والقصف والضربات الجوية في أنحاء طرابلس. وتعرضت أكاديمية عسكرية في طرابلس للقصف مساء يوم السبت مما أودى بحياة 30 شخصا على الأقل وذلك بعد يوم من إغلاق المطار الوحيد الذي يعمل في المدينة جراء القصف ونيران الصواريخ.

في غضون ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة إن الضربة بالطائرة المسيرة التي استهدفت الأكاديمية نفذتها على الأرجح دولة أجنبية تساند الجيش الوطني الليبي. ولم يخض في التفاصيل. ودعا القوى الخارجية إلى ”الابتعاد عن ليبيا“.