ضرب زلزال قوته 7.1 درجة جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية مساء الجمعة بعد يومين على هزة أرضية قوية في المنطقة نفسها، حسبما أعلن المعهد الأميركي للجيوفيزياء.
ويمكن أن تتسم هذه الهزة الجديدة بقوة تدميرية أكبر بإحدى عشرة مرة عن تلك التي ضربت صباح الخميس منطقة ريدجكريست على بعد نحو 240 كلم شمال شرق لوس أنجليس. وقد بلغت شدتها 6.4 درجات على مقياس ريختر.
ولم تتوفر بعد معلومات عن الخسائر في هذه المرحلة، لكن أجهزة الإنقاذ لم تتحدث عن قتلى أو أضرار جسيمة حتى مساء الجمعة.
وكتبت إدارة الإطفاء في منطقة سان برناردينو القريبة من مركز الهزة الأرضية، في تغريدة على تويتر إن «بيوتا تحركت وأساسات تشققت وجدران حاملة انهارت». وتحدثت عن «جريح (إصابته طفيفة) يقوم رجال الإطفاء بمعالجته».
وأوضحت إدارة الإطفاء أن «التقارير الأولية تتحدث عن أضرار أكبر» من تلك التي نجمت عن زلزال الخميس.
جرى تداول مقاطع فيديو للحظة وقوع الزلزال تم تسجيلها خلال برامج تلفزيونية ومباريات كرة سلة كانت مذاعة على الهواء مباشرة، حيث بدت الاهتزازات بفعل الزلزال واضحة في لوحة النتائج ومكبرات الصوت داخل صالة كرة السلة.
والزلزالان المتتاليان اللذان شعرا بهما سكان لاس فيغاس في ولاية نيفادا المجاورة أثارا مخاوف من شبح «الزلزال الأكبر» المدمر الذي يُخشى وقوعه في الغرب الأميركي.
لكن خبيرة الزلازل لوسي جونز من معهد التكنولوجيا في كاليفورنيا أوضحت أن الزلزالين وقع «على الشق نفسه» لكن ليس على صدع سانت اندرياس الذي يمكن أن يسبب «الزلزال الأكبر».
وأوضحت أن «هناك احتمالا كبيرا» أن تحدث هزات ارتدادية كبيرة في الأيام المقبلة. وقالت إن فرص حصول زلزال تبلغ شدته ست درجات أو أكثر تبلغ 50 بالمئة وزلزال شدته سبع درجات أو أكثر 10 بالمئة خلال الأسبوع.
وفي ريدجكريست التي يبلغ عدد سكانها نحو مئتي ألف نسمة، قالت جيسيكا كورملينك التي تقيم في المدينة، لشبكة التلفزيون الأميركية «سي إن إن» إنها «شعرت بزلزال خطير». وأضاف أنه «بدا لي أن بيتي يترنح».
أما جيسيكا ويستون التي تعمل في صحيفة “ريدجكريست” المحلية فقد تحدثت عن حريق اندلع في منطقة مخصصة للبيوت المتنقلة على أثر انفجار. لكنها لم تتمكن من ذكر مزيد من التفاصيل.
وأشار ميك غليسون المسؤول في قطاع كيرن حيث تقع ريدجكريست إلى مبنيين يحترقان. وقال «لكن لدينا عشرات من شاحنات الإطفاء» بفضل التعزيزات التي أرسلت قبل يوم. إلا أنه لم يتمكن من إعطاء تفاصيل عن احتمال وقوع جرحى أو حدوث خسائر مادية.
وأكد رئيس إدارة الإطفاء في كيرن ديفيد ويت أنه لم يسجل سقوط أي قتيل بعد الزلزال. وأضاف أن 1800 منزل حرم من الكهرباء لكن لم يسجل أي تسرب للغاز.
وقال المعهد الأميركي إن زلزال الخميس شكل إنذارا بالزلزال الجديد الذي وقع عند الساعة 20,19 الجمعة (03,19 ت غ من السبت).
وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن زلزال الجمعة أقوى من زلزال نورثريدج (كاليفورنيا) الذي وقع في 1994. وكانت هذه الهزة الأرضية التي بلغت شدتها 6.7 درجات على مقياس ريختر أسفرت عن سقوط 57 قتيلا لكنه ضرب منطقة أكثر اكتظاظا بالسكان.
وكان زلزال الخميس الذي بلغت شدته 6.4 درجات الأقوى الذي ضرب كاليفورنيا منذ 1999. وقد أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص «بجروح طفيفة» خصوصا بسبب تكسر زجاج أو سقوط أشياء من رفوف في منازل أو محلات تجارية، لكن لا خسائر جسيمة.
استفادت فرق الإنقاذ من وصول تعزيزات كبيرة بعد ظهر الخميس إلى منطقة ريدجكريست خصوصا لمواجهة احتمال حدوث هزة قد تكون مدمرة.
ومنذ صباح الخميس، ضربت ريدجكريست نحو 17 هزة تبلغ شدتها أربع درجات و1200 هزة ارتدادية على الأقل متفاوتة في قوتها.
وتحدث رجال الإنقاذ عن انقطاع خطوط الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي بعد الزلزال الذي استمر عشرين ثانية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
لكن عمليات التدقيق في المطار الدولي لم ترصد أي أضرار ولم تتأثر حركة النقل الجوي بالزلزال.
وذكر سياح أن مركز ديزني الترفيهي القريب من لوس أنجليس أغلق بسبب عمليات تحقق من إجراءات السلامة.
وأدت الهزة إلى توقف قصير في مباراة للبيزبول في لوس أنجليس.
وكاليفورنيا هي الولاية التي تضم أكبر عدد من السكان في الولايات المتحدة.
وكانت عالمة الزلازل لوسي جونز تحدثت الخميس عن احتمال وقوع زلزال أقوى في الأيام المقبلة. وقالت «لم نر بعد أكبر زلزال في هذه السلسلة» من الهزات الأرضية.