بغداد- وكالات ومواقع
تجددت الاشتباكات، الاثنين، بين قوات الأمن العراقية ومتظاهرين في محيط ساحة التحرير وحول ساحة الخلاني وسط بغداد، واستخدمت السلطات الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وإبعادهم عن جسر السنك قرب ساحة الخلاني.
وذكر شهود عيان وقوع اشتباكات بين قوى الأمن والمتظاهرين في مدينة البصرة وأن السلطات اعتقلت “عشرات” المتظاهرين.
وشهدت ساعات الصباح أيضا، توافد المزيد من المتظاهرين إلى ساحات الاعتصام، فيما ذكرت مصادر محلية أن المحتجين ما زالوا يسيطرون على بناية المطعم التركي، التي باتت تمثل مقرا رمزيا لحراكهم، رغم محاولات السلطات السيطرة عليها.
وأفاد مراسلون بأن بغداد تشهد الاثنين تدفق المتظاهرين من جانب الرصافة على ساحتي الخلاني في محاولة للوصول إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين حيث المقرات الحكومية والبرلمان والبعثات الدبلوماسية.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي عمليات كرٍ وفرّ في المنطقة.
وواصل الآلاف تظاهراتهم في مدن الحلة والديوانية والكوت والناصرية، الاثنين، فيما استمر العصيان المدني في شل الدوائر الحكومية والمدارس، رغم الإجراءات الأمنية التي اعتبرها كثيرون بأنها تحول البلاد إلى “جمهورية خوف جديدة”.
وعاودت السلطات قطع الانترنت بشكل شبه كامل في بغداد والمحافظات الأخرى.
وأفادت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق بأن أربعة متظاهرين قتلوا وجرح 130 في اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي البلاد، الأحد.
ووصفت المنظمة شبه الرسمية، الاثنين، أحداث الناصرية بأنها “مؤسفة”، مضيفة أن بعض الجرحى في حالة خطيرة.
وسقط قتلى الناصرية خلال مواجهات خارج مديرية التربية حيث أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع باتجاه المحتجين الذين حاولوا منع الموظفين من الوصول إلى المبنى الواقع وسط المدينة.
وطالبت المفوضية الحكومة بفتح تحقيق بشأن ارتفاع أعداد الضحايا من المتظاهرين جراء الأساليب التي تتبعها قوات الأمن لفض الاحتجاجات.
وطالب بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس ساكو الحكومة بالإسراع في تحقيق مطالب المواطنين، وقال في تصريح صحافي، الاثنين، إن المتظاهرين لا يطالبون إلا بما هو حق لهم.
المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني ندد إلى حانب ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت خلال لقاء جمع بينهما الاثنين في النجف، بعدم “جدية” السلطات في حل أزمة البلاد.
ورغم دخول الاحتجاجات المطالبة باستقالة الحكومة شهرها الثاني، لم يسحب السيستاني الذي يمثل الجهة الرئيسية الداعمة لجميع رؤساء الوزراء في العراق، الثقة عن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
وعرضت بعثة الأمم المتحدة في العراق، مساء الأحد، خطة للخروج من الأزمة العراقية، فيما توصلت الكتل السياسية العراقية، السبت، إلى اتفاق لوضع حد للاحتجاجات.
ويوجه المتظاهرون اتهامات لإيران، التي يعتبرونها مهندس النظام السياسي الذي يغص بالفساد ويطالبون بـ”إقالته” وسن دستور جديد وطبقة سياسية جديدة بالكامل لقيادة البلاد، ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك.