ربط موقع “المونيتور” الأمريكي بين ارسال الولايات المتحدة الغواصة العاملة بالطاقة النووية إلى منطقة الشرق الأوسط، بالهجمات المستمرة التي تشنها جماعات مدعومة من إيران على مواقع القوات الامريكية في العراق وسوريا، وسط تحذيرات امريكية من استغلال إيران ووكلائها الفرصة لمهاجمة اسرائيل.
ولفت التقرير الأمريكي ؛ إلى انه من النادر تاريخيا أن يكشف البنتاغون عن مواقع غواصته الهجومية، إلا أنه جعل من وجودها في الشرق الاوسط معروفا مع تفاقم التوترات مع إيران خلال السنوات الماضية.
وكان البنتاغون اعلن إرسال غواصة تعمل بالطاقة النووية من طراز اوهايو الى مياه الشرق الأوسط، ما يشكل تعزيزا للحشد الكبير للقوات العسكرية الأمريكية والقوات المتحالفة معها في المنطقة فيا تسعى فيه واشنطن إلى منع إيران ووكلائها من التدخل في حرب إسرائيل في قطاع غزة.
وذكر التقرير أن المتحدث باسم الأسطول الخامس الأمريكي رفض تحديد هوية الغواصة، لكنه نقل عن مراقبين ومصادر لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية قولهم إنها “يو اس اس فلوريدا” القادرة على حمل أكثر من 150 صاروخ كروز، بينما كانت آخر الأنباء المعلنة عنها تشير إلى أنها عبرت قناة السويس الى البحر الاحمر في نيسان/ابريل الماضي.
وبحسب التقرير، فإن اهمية نشر الغواصة انه جزء من حشد أوسع للقوات الامريكية في المنطقة بهدف منع الحرب الاسرائيلية من التحول الى حريق إقليمي.
وبرغم أن التقرير لفت إلى أن وكلاء إيران تجنبوا حتى الآن شن هجمات واسعة النطاق لاستغلال الصراع، إلا أنه قال ان الحشد العسكري الأمريكي لم يوقف الهجمات المحدودة النطاق بالصواريخ والطائرات المسيرة والتي قد تكون قاتلة على القوات الأمريكية المتمركزة العراق وسوريا.
ونقل التقرير عن المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر قوله امس الاثنين ان القوات الامريكية تعرضت للهجوم 38 مرة منذ 17 اكتوبر/تشرين الاول الماضي، وأن عدد الأفراد الذين يعانون من ارتجاجات دماغية تضاعف ليصل الى حوالي 46 فردا في أعقاب الهجمات على قاعدة عين الاسد في العراق وحامية التنف في سوريا يومي 17 و18 أكتوبر/ تشرين الأول.
واشار التقرير الى ان الغواصة تنضم الآن الى مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات بقيادة “يو اس اس فورد” و”يو اس اس ايزنهاور”، بالاضافة الى طائرات مقاتلة اضافية ووحدة المشاة البحرية ال26 ومجموعة البحرية البرمائية بقيادة السفينة “يو اس اس باتان”.
وتابع التقرير أن “باتان” والسفن المرافقة لها ستبقى في البحر الأحمر بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون في اليمن بمحاولة استهداف اسرائيل، في سابقة تاريخية أظهرت المدى القاتل الذي تتمتع به الجماعات التي سلحتها ودربتها إيران.
ولفت التقرير إلى أن القاذفة “بي-1 بي” حلقت في سماء السعودية يوم الأحد الماضي بينما كانت الغواصة تعبر قناة السويس.
وبحسب التقرير، فإن المسؤولين الامريكيين يراهنون على ان يؤدي هذا الاستعراض الكبير للقوة في ردع جماعات مثل حزب الله اللبناني عن شن هجمات كبيرة على إسرائيل، مذكرا بأن قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني، شكلت تحالفا فضفاضا من الميليشيات من لبنان الى سوريا والعراق واليمن مسلحين بصواريخ قادرة على التغلب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية والدول الأخرى في المنطقة.
واشار التقرير الى ان الرئيس الامريكي جو بايدن حذر علانية من استغلال الصراع بين اسرائيل وحركة حماس، من جانب أطراف ثالثة، فيما برزت تهديدات عديدة من جانب جماعات مثل كتائب حزب الله في العراق والحوثيين في اليمن، بينما أطلق المسؤولون الايرانيون تحذيرات علنية من أن المنطقة “سوف تشتعل” اذا لم توقف إسرائيل حربها.
وختم التقرير بالقول انه برغم ان القاذفات “بي-1بي” والغواصة “يو اس اس فلوريدا”، لا تحمل أسلحة نووية، الا انها الى جانب السفن الامريكية واسراب الطائرات المقاتلة الاخرى في المنطقة، بامكانها اطلاق وابل هائل من الضربات بعيدة المدى التي يمكن أن تكون مدمرة لأي دولة وأي أطراف لاعبة أخرى.
وبرغم ذلك، يقول التقرير الأمريكي أن المسؤولين في البنتاغون يسيرون على خط رفيع، إذ يستهدفون ردع شبكة وكلاء إيران دون تصعيد الوضع الى حرب اقليمية قد تؤدي إلى اجتذاب القوات الامريكية بما يؤدي الى انهاك استراتيجية البنتاغون المتعلقة بردع الخصمين الاكثر اهمية، اي الصين وروسيا.