وصفته،أنهُ كان الأسوأ،هكذا وصفت أمريكا،هجوم ماسمّي ب(طوفان الأقصى)، والذي نفذّته فصائل منظمة ،حماس والقسام والجهاد الإسلامي، على مدن داخل العمق الإسرائيلي،إستخدمت فيه ولأول مرة طائرات شراعية مسلحة،بمباغتة أفقدت العدو الصهيوني عقله،لسرعته ولجرأته وكثافته،دمرت وأحرقت فيه دبابات، ومركبات جنود، وأحرقت مقرات الجيش،وأسَرت أعداداً كبيرة من جنود الإحتلال،وأخذتْ المئات من المدنيين أسارى ،وسيطرت على بلدات ومستوطنات بأكملها،كل هذا جرى بفترة قياسية ،وبمعركة خاطفة وسريعة ،فاجأت بها العدووالعالم،قام على إثرها الطيران الإسرائيلي بتدمير غزة وضواحيها ،وجميع مقرات حماس فيها،لكن هل إنتهى الامر الى هنا، السؤال الملّح، لماذا بهذا التوقيت، قامت حماس وجماعتها المسلحة، بالهجوم على إسرائيل، مَن خطط لها ومَن دعمها ومَن درب عناصرها،وماهو ردة الفعل الامريكية والاوربية، بعد كل هذا ،إبتداء وعلى الفور أعلنت إدارة الرئيس بايدن، موقفها المشارك وليس المساند لإسرائيل، وذلك بتحريك الأسطول البحري فوراً الى المنطقة ،للوقوف الى جانب الجيش الإسرائيلي،والقتال معه وحمايته،فيما أعلنت دولاً أوربية مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا ، رفضها وإدانتها (للعدوان الإرهابي لحماس )، هكذا وصفت هجوم حماس وحلفاءها على إسرائيل،متهمة أطرافاً إقليمية لم تسمّْها، بدعم حماس والجهاد الإسلامي والقسام بالأسلحة والمعلومات والتدريب ، وطبعاً تقصد به إيران وحزب الله، لم يتوقف هجوم الأقصى لحماس عند هذا الحد ، فقد دخل حزب الله اللبناني على خط المعركة، بالقيام بتوجيه صواريخه الى العمق الإسرائيلي ،إذن المعركة لم تعدّ بين فصائل فلسطينية مدعومة من إيرانياً، وبين إسرائيل، لقد تخطّى ذلك، بدخول أمريكا وحزب الله ،في أتون معركة لم ولن يستطع أحد التكهّن بنهايتها،فهل المعركة مخطط لها مسبقاً،ومن وراء هذا التخطيط والتوقيت،لنعُد الى فترة ماقبل (هجوم الأقصى)، أي مرحلة التحشيد العسكري الكبير في سوريا والعراق، وإنتشار قواتها وتمرّكزها هناك بقواعد عسكرية ، وخاصة في شرق وشمال سوريا، وشمال ووسط العراق، وتحريك قوات النخبة،والفرقة الجبلية والاسطول الخامس، أعتقد المعركة أكبر من هجوم الأقصى بكثير، فهجوم طوفان الاقصى ،سيكون الشرارة الأولى لحرب طويلة ،حرب عالمية ثالثة ،خططّت لها دوائر البنتاغون منذ سنين، بعد فشل الإتفاق النووي الايراني معها، وتنمّر إيران وإزدياد خطرها وخطر فصائلها في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يهّدد المشروع الأمريكي ،في إقامة الشرق الأوسط الكبير،فيقوضه، بل ينسفه من أساسه،لهذا جاء بالأساطيل الامريكية ،مدعومة بتحالف أمريكي – أوروبي واسع ،خاصة بعد فشل روسيا – بوتين في حربها على أوكرانيا،بوقوف أمريكا وأوروبا مع أوكرانيا،وهزيمة بوتين هناك، رغم تحالف الصين وايران وسوريا لبوتين في حربه،اليوم المشهد أصبح اكثر وضوحاً وإصراراً،لنيّة أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا، إجراء تغييرات كبرى في المنطقة، وهجوم الأقصى هو البداية، وسيكون مرحلة فاصلة بين مرحلتين، فقبل هجوم الأقصى، لن يشبه مابعد هجوم الأقصى ، بكل تأكيد، لأن ما جرى على يد عناصر حماس والأقصى والقسام، فاجأ العالم بجرأته ومباغتته، أثبته من الفشل العسكري الإستخباراتي الإسرائيلي الفاضح،الآن نقول ،أنْ ذهبت السكرى وجاءت الفكرة، لقد إحتوى الجيش الأسرائيلي الصدمة ،بسرعة فائقة، وجاء الردّ المزلزل بهجوم مقابل، بقيام الطيران الإسرائيلي بشنّ الآف الطلعات الجوية على مقرات ،ومعسكرات وعمارات ومنصات صواريخ و،بنية تابعة للفصائل المهاجمة، ودمرها بالكامل ،وعلى غزة وبلداتها وما حولها، كردّ طبيعي على الآف الصواريخ ،التي دكّت مدن اسرائيل الحيوية وتدميرها بالكامل،نعم المعركة غير متكافئة، ولايوجد أي دعم عربي للفصائل الفلسطينية، لأنهم يعتبرونها ليست معركتهم ، بل معركة إيران ، والفصائل التابعة لها ،ومنها حماس والقسام والجهاد وغيرها، لهذا نرى الردّ العربي فاتراً وخجولاً، على عكس الردّ الايراني، وفصائله العراقية سريعاً ومباشراً،والتي أبدّت وأعلنت إستعدادها ،للذهاب للقتال مع حماس وأخواتها،إضافة الى دخول حزب الله في المعركة بساعاتها الأولى،لهذا نرى ونعتقد أن المعركة ليست معركة العرب، بقدرماهي معركة أمريكا وإسرائيل مع ايران وفصائلها لتصفية الحسابات فيما بينهم، هكذا يراها الحكام العرب والشعب العربي،بسبب تسليّح ودعم إيران للفصائل للقتال نيابة عنها ، ولإبعاد المعركة وابقائها خارج إيران ،وإشغال أمريكا وإسرائيل عن الهدف الأكبر، وهو قضية النووي الايراني ، وتحييّد فصائلها في العراق وسوريا،لهذا يرى العالم أن إيران زجّتْ وإستعجلت الأمر بدفع حماس وأخواتها، بمعركة خاسرة في داخل الأراضي الإسرائيلية ، لعدم تكافؤ المعركة ، وتوريط الفصائل فيها ، للقضاء عليها وتدميرغزة ومدنها ، لهذا الإدارة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا، لم تنطلِ عليها ،هكذا سيناريوهات واألاعيب ، فوقفت بجانب إسرائيل في معركتها مع الفصائل، وستوسع الحرب في لبنان وسوريا والعراق وصولاً الى إيران، وهذا هو السيناريو الأمريكي المتفّق عليه مع الحلفاء، وماجرى في سوريا من معارك للفصائل الولائية مع الجيش الأمريكي، وإنتشاره على طول الحدود السورية –العراقية، ومنع تنقل الفصائل الولائية والأسلحة الايرانية والمعدات ،(إنقلاب شاحنة الأسلحة الإيرانية في منطقة الكحالة ببيروت نموذجاً)الى حزب الله وسوريا ، يعدّ إعلان حرب على إيران وفصائلها، من وجهة النظر الإيرانية ، لهذا أرادت أن تخرج من عنق الزجاجة، لتفتح الحصار عن حزب الله وفصائلها في فلسطين،بفتح جبهة الحرب مع إسرائيل من فلسطين، المعركة هناك، ستتحوّل الى حرب مفتوحة ،هنا في العراق وسوريا، وعموم المنطقة ، وستلغى حدود ،وتسقط أنظمة ،وتهزم جيوش،نعم المنطقة على كف عفريت وفي عين العاصفة، وحان وقت الحساب، ومعاقبة الأنظمة المارقة، التي سببت كوارث في المنطقة ،وكانت سبباً مباشراً في ظهور تنظيمات إرهابية إسلاموية وحشية، وفصائل مسلحة خارجة عن القانون،تتخطّى حدود الدول، وتهدّد أمن وإستقرار العالم ،(ساهمت أمريكا بعد غزو العراق،بتشكيله ودعمه لخلق الفوضى الخلاّقة التي بشرّت بها وزيرة خارجيتها كونداليزارايس)،هكذا تنظر أمريكا وحلفاؤها الى خطر التنظيمات الإرهابية في الشرق الاوسط الآن، فلابد من قصقصة أجنحتها وتجفيف منابع الإرهاب في المنطقة، والذي يشكّل خطراً على الأمن الإستراتيجي للشرق الأوسط ،هذا كله سيجرى بعد هجوم طوفان الأقصى ، الذي سيكون شرارته الاولى ، نعم طوفان ماقبل الأقصى، لايشبه طوفان ما بعد هجوم الاقصى….!!!!