قد نرى في الدول العربة والاسلامية ذكرى سنوية تمر على الجميع الا وهي ذكرى ولادة النبي الاكرم سيدنا محمد (ص).وهذه الذكرى و الذي يحتفل به الكثيرون من كافة دول العالم و بالنسبة الى العراق فيتشارك الاغلبية في اجواء الفرح والاحتفالات ولكن حدثت في هذه السنة 2023 فاجعة اليمة على العراق و تحديدا في الموصل في قضاء الحمدانية حالة تكاد تكون اروع كارثة انسانية ان صح التعبير .
ففي وسط مشاركة الاهالي والعوائل في حفل زفاف في قاعة غير مرخصة من حيث شروط السلامة فيها . فقد حدثت هناك الفاجعة الاليمة بسبب استخدام الالعاب النارية داخل القاعة .و الذي ادى الى اشتعال السقف نتيجة تعرضه للحرارة .اضافة الى استخدام مواد البناء سريعة الاشتعال والذي ادى الى هلاك اكثر من 1200 شخص داخل القاعة و هلاك الاطفال والنساء والرجال حيث ادت الى قتل اكثر من 100 قتيل واصابة اكثر من 150 شخص.
ومن الجدير بالذكر ان هناك حالات ظهرت زادت من الم الفاجعة الا وهي عدم وجود رقابة على تلك القاعات وعدم وجود وسائل حماية لمثل هذه الحالات .هنا عدة اسئلة تطرح نفسها ومنها ما هو دور الدفاع المدني في هذه الفاجعة لاسيما بعد وصولها بسيارة واحدة .اي بعد هلاك الاغلبية رغم محاولة انقاض العديد من الجثث .و من باب اخر بعد وصول المسؤولين من بغداد ومحافظ الموصل بعد فوات الاوان فلم تجد هناك الروح الحماسية سوى تقديم التعازي .
ومن الجدير بالذكر هروب صاحب القاعة الى محافظة اربيل و الذي تمَ القبض عليه فيما بعد. وهنا رٌبَ سائل يتساءل اين هو دور الوعي لدى الانسان العراقي في الحيلولة دون الوقوع في هذه الكوارث الاليمة ؟ وبنفس الوقت لماذا لا تعمل السلطات على بث مثل هكذا امور لزيادة الوعي الفكري لدى المواطن العراقي .فقد بُحت الاصوات من ذكر خطورة الالعاب النارية ولا سيما في الاماكن المغلقة كقاعات الاعراس والمناسبات العامة .
ومن المعروف ان هذه الحادثة ليست هي الكارثة الاولى في العراق بل سبقتها كوارث عديدة تكاد تكون سلسلة من الحرائق والتي ذهب بها ضحايا عديدة و للأسف اصبحت طي الكتمان و انتشار الفساد برم عينه هنا يلجأ المرء الى اسئلة محيرة ومتعددة في نفس الوقت هل ان الدم العراقي رخيص الثمن الى هذا الحد ؟ و ما زاد على الالام التي حلت بهذه الكارثة هي تصرفات المسؤولين العراقيين من حالات التشرد من الواقع الاليم و كالمتعاد ذهبت الحكومة بتقديم التعازي و محاولة تبرير الذنوب الواقعية للحادث .ومن الجدير بالذكر عدم سيطرة وزارة الصحة بكافة كوادرها على العدد الغفير من الضحايا.
و لو اطلعنا على الآراء المتضاربة كالمعتاد لوجدنا عدم وجود راي واحد حتى في هذه الكوارث الانسانية وعدم اتخاذ مبدأ واحد مما تجعل المواطن يفضل الهجرة الى خارج البلاد من مصير مجهول وفساد مستشري في كافة ربوع العراق و من الجدير بالذكر ان هذا الشيء لا ينصب على محافظة نينوى فقط بل في كافة ربوع العراق .
اضافة الى ذلك نرى هناك يد واحدة لأبناء الشعب العراقي في كافة المحافظات في الاستنكار والاعتصام الجماعي لحادثة حريق الحمدانية وهذا الشيء يدل على تلاحم ابناء الشعب العراقي في جميع الحالات دون تمييز بين الطوائف فهذه هي غيرة العراقي تراه يعمل على مساعدة الجميع .ولكن لو و جدنا التناقض في الحكومة العراقية فترى التصريحات المتضاربة في اظهار الخطأ و العمل على رمي المسؤوليات كل على حدة فتارة نرى ان محافظ الموصل في الواجهة وتارة اخرى محافظ الموصل و المجلس المحلي في الموصل .
و محاولة فتح ملفات الفساد الاخرى من خلال هذه الفاجعة الاليمة و التي تكاد تكون سلسلة من الملفات في المحافظة و التي من خلالها تم فتح ملفات اخرى بهذه المحافظة المنكوبة و لا سيما بعدَ حادثة العبارة في عام 2019.
ومن المعروف ان مدينة الموصل لها ارث حضاري فهي ام الربعين قد مرت بنكبات ابتداء من احتلال داعش لها في عام 2014 حيث مرت بحالة رعب من خلال تدمير المحافظة بالكامل من هدم المباني و كل المؤسسات و نزوح العوائل والاهالي من المحافظة و بعد تحرير الموصل لم تأخذ نصيبها من اعادة الاعمار بل زادت المحنة من خلال وجود الازمة المالية وعدم وجود الحس الوطني لهذه الازمة فأخذت الشركات تتصارع في سبيل اعادة اعمار الموصل في سبيل تمشية المصالح الشخصية دون الاخذ بالحسبان مصلحة المواطن بالدرجة الاولى بل اتخذت محور اخر من ناحية عدم وجود الاموال الكافية لا عادة الاعمار .و ختاما نقول الى اين يصل بك الدمار يا ام الربيعين ياترى؟